أفريقيا على مفترق طرق.. صراع العمالقة يُلقي بظلاله على مستقبل القارة الاقتصادي


الاثنين 21 ابريل 2025 | 05:03 مساءً

الاقتصاد الأفريقي - أرشيفية

الاقتصاد الأفريقي – أرشيفية

ميسون أبو الحسن

تواجه الدول الإفريقية تحديات اقتصادية متزايدة في ظل التوترات العالمية المتصاعدة، ويأتي هذا في أعقاب تحذير صريح من جمهورية الصين الشعبية للدول، التي قد تُقدم على توقيع اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية، مُعتبرة ذلك إجراءً يضر بمصالحها.

وفي تقرير صدر اليوم الإثنين عن منصة “بيزنس أفريكا”، تم التأكيد على أن الصين تعتبر الشريك التجاري الثنائي الأكبر للقارة الإفريقية. إذ تستحوذ الصين على نسبة كبيرة من التجارة الإفريقية، تصل إلى حوالي 20% من صادرات القارة و 16% من وارداتها، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين مستوى 282 مليار دولار أمريكي في عام 2023، وتتركّز معظم هذه التجارة في تبادل المواد الخام من أفريقيا مقابل السلع المصنعة من الصين.

وكانت بكين قد أطلقت تحذيرًا في وقت سابق من اليوم نفسه، مشيرةً إلى إمكانية اتخاذ إجراءات انتقامية ضد الدول التي تنخرط في اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة على حساب المصالح الصينية، وجاء هذا التحذير ردًا على تقارير إعلامية تفيد بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخطط لاستغلال المحادثات التجارية مع دول مختلفة، بهدف عزل الصين دبلوماسيًا واقتصاديًا على الساحة الدولية.

ووفقًا لما ورد في التقرير، فإن هذا التطور يضع الدول الإفريقية في موقف دقيق وحساس للغاية، يتعيّن على هذه الدول الآن أن تُقيّم بعناية الفوائد المحتملة من تنويع شراكاتها التجارية مع قوى أخرى، وفي الوقت نفسه، تدرس المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن توتر العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية، التي تعتبر شريكًا اقتصاديًا راسخًا وذا أهمية بالغة للقارة.

الدول الأفريقية تنخرط في الحرب التجارية

ومع احتدام المنافسة بين القوتين العظميين، الولايات المتحدة والصين، على النفوذ الدولي، تجد القارة الإفريقية نفسها مرة أخرى في قلب صراع عالمي على بسط النفوذ وتوسيع المصالح.

ويشير التقرير أيضًا إلى أن الدول الإفريقية قد وجدت نفسها منخرطة بشكل غير مباشر في الحرب التجارية المتجددة بين الولايات المتحدة والصين، وذلك عقب إعلان واشنطن عن فرض رسوم جمركية جديدة في ما أُطلق عليه “يوم التحرير”، وقد كان لهذه الرسوم تأثير كبير ومباشر على اقتصادات العديد من الدول الإفريقية؛ حيث تراوحت نسبة هذه الرسوم بين 10% على دول مثل كينيا وإثيوبيا وغانا، وارتفعت لتصل إلى 31% على جنوب أفريقيا، وبلغت ذروتها عند 50% على دولة ليسوتو.

وفي ظل هذا الوضع الذي تجد فيه أفريقيا نفسها عالقة بين قوتين عالميتين، أصبح لزامًا عليها أن تخوض عملية موازنة دقيقة ومعقدة.، ويجب على القادة الأفارقة أن يزنوا بعناية الفوائد المحتملة للانخراط مع الولايات المتحدة ومبادراتها الاقتصادية، مقابل المخاطر التي قد تنجم عن إغضاب وعزل الشريك الصيني.

التأثير المباشر والسلبي على الاقتصاد الأفريقي

ويُشار إلى أن أي رد فعل صيني محتمل، مثل خفض حجم الاستثمارات أو تأخير تنفيذ المشاريع التنموية، من شأنه أن يؤثّر بشكل كبير وسلبي على الاقتصادات الإفريقية.

ومن المرجّح أن القرارات والاختيارات التي ستتخذها الدول الإفريقية في الأشهر القليلة المقبلة، سيكون لها تأثير حاسم في إعادة تشكيل المستقبل الاقتصادي والجيوسياسي للقارة بأسرها.

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد كثّف مؤخرًا من حدة حربه التجارية مع الصين، متهمًا بكين بعدم الرد بالمثل على الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين.

وصرّح ترامب بأن الصين استغلت باستمرار السياسات التجارية الأمريكية، بينما رفضت في المقابل تقديم شروط تجارية عادلة أو متوازنة.

كما اتهم الرئيس الأمريكي الصين باستغلال أنظمة التجارة العالمية، وتقويض الصناعات الأمريكية، واستخدام نفوذها الاقتصادي للتأثير على الدول الأخرى، وذلك وفقًا لما ذكره.

نقلا عن الجريدة العقارية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *