“الحرب التجارية تُشعل فتيل الانسحاب”.. صناديق صينية توقف استثمارات جديدة في قطاع الأسهم الخاصة الأمريكي
الاثنين 21 ابريل 2025 | 10:41 صباحاً

الصين – أرشيفية
في تصعيد ملحوظ ضمن تداعيات الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كشفت مصادر مطلعة عن قرار اتخذته صناديق استثمارية صينية مدعومة من الحكومة، بوقف ضخ استثمارات جديدة في قطاع الأسهم الخاصة في الولايات المتحدة.
تفاصيل الانسحاب الصيني من سوق الأسهم الخاصة الأمريكية
أفادت سبعة مصادر من داخل شركات الأسهم الخاصة لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، بأن هذه الصناديق بدأت بالفعل خلال الأسابيع الأخيرة في سحب استثماراتها من الصناديق التي تديرها شركات رأسمال خاص أمريكية، وأرجع ثلاثة من هؤلاء المطلعين هذه الخطوة إلى ضغوط مباشرة من الحكومة الصينية.
بالإضافة إلى ذلك، كشف بعض التنفيذيين عن توجه لدى بعض الصناديق الصينية نحو تجنب أي استثمارات في شركات أمريكية بشكل قاطع، حتى لو كانت هذه الاستثمارات تتم عبر كيانات استحواذ غير أمريكية.
تزامن الانسحاب مع تصاعد الرسوم الجمركية
يأتي هذا التحول في الاستراتيجية الاستثمارية الصينية تجاه الولايات المتحدة في ظل تصاعد حدة الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على البضائع الصينية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ويهدد هذا التصعيد بتقليص حجم التبادل التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم بشكل كبير؛ حيث فرض الرئيس ترامب رسومًا جمركية جديدة بنسبة تصل إلى 145% على الواردات الصينية، في حين ردت بكين بفرض رسوم بلغت 125%.
تغير موقف المستثمرين الصينيين
أكد عدد من مسؤولي شركات الاستحواذ أن المستثمرين الصينيين قد غيروا بالفعل موقفهم تجاه سوق الأسهم الخاصة الأمريكية منذ بداية الحرب التجارية، وأوضحوا أنهم لن يقدموا بعد الآن أي التزامات تمويلية جديدة لصالح الشركات الأمريكية، وفقًا للمصادر.
انسحاب من تخصيصات مستقبلية
أشار أحد المصادر إلى أن بعض الصناديق الصينية قد سحبت نفسها من تخصيصات استثمارية كانت تخطط لتنفيذها، وذلك في الحالات التي لم تكن قد اتخذت فيها التزامًا نهائيًا بعد.
“مؤسسة الاستثمار الصينية” في مقدمة المقلصين
كشف شخصان مطلعان أن مؤسسة الاستثمار الصينية” (CIC)، وهي من أبرز الصناديق السيادية في البلاد، تُعد من بين الجهات التي بدأت في تقليص حجم استثماراتها في قطاع الأسهم الخاصة الأمريكي، وأكد المصدران أن صناديق صينية أخرى اتخذت خطوات مماثلة في هذا الاتجاه.
استثمارات صينية سابقة بمليارات الدولارات
على مدى العقود الماضية، ضخت الصناديق السيادية الصينية مليارات الدولارات في كُبرى شركات رأس المال الخاص في الولايات المتحدة، بما في ذلك شركات عملاقة مثل “بلاكستون” و”تي بي جي” و”كارلايل غروب”.
توجه سابق نحو التنويع
أشار خبراء في القطاع إلى أن مؤسسة الاستثمار الصينية، كانت قد بدأت بالفعل في تقليص استثماراتها في الأسهم الخاصة الأمريكية خلال السنوات الأخيرة؛ حيث اتجهت نحو إنشاء شراكات استثمارية تهدف إلى ضخ سيولة في دول أخرى مثل المملكة المتحدة والسعودية وفرنسا واليابان وإيطاليا، وذلك في إطار سعيها لتنويع محفظتها الاستثمارية.
إعادة تقييم من مستثمرين آخرين
أضاف تقرير لصحيفة “فاينانشيال تايمز” صدر هذا الشهر أن مستثمرين آخرين كانوا من الداعمين الرئيسيين لقطاع الأسهم الخاصة الأمريكي، ومن بينهم صناديق التقاعد الكندية والأوروبية، يعيدون حاليًا النظر في التزاماتهم التمويلية تجاه هذا القطاع.
تأثير البيئة الجيوسياسية
أكد كبار التنفيذيين في القطاع للصحيفة أن البيئة الجيوسياسية الحالية، وخاصة التداعيات الناتجة عن الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس ترامب، تدفع المستثمرين بشكل عام إلى إعادة تقييم وجهات استثماراتهم المستقبلية.
تساؤلات من المستثمرين العالميين
علق “جوناثان غراي”، رئيس شركة “بلاكستون”، خلال مكالمة أرباح حديثة قائلًا: “هناك بالفعل تساؤلات من المستثمرين والعملاء العالميين بشأن ما يجري هنا”.
دور الصناديق الصينية في نمو القطاع
على مدى العقود الثلاثة الماضية، ضخّت صناديق صينية مدعومة من الدولة، مثل “مؤسسة الاستثمار الصينية” و”إدارة الدولة للنقد الأجنبي”، أموالًا ضخمة في صناديق الأسهم الخاصة الأمريكية، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تحويل هذا القطاع من نشاط محدود، إلى صناعة عملاقة تدير حاليًا أصولًا تُقدّر بنحو 4.7 تريليون دولار، وكانت “CIC” قد امتلكت في السابق حصة في “بلاكستون”، لكنها قامت ببيعها في عام 2018.
أكبر المستثمرين في الأصول البديلة
تُعد هذه الصناديق من بين أكبر المستثمرين في الأصول البديلة على مستوى العالم. ووفقًا لشركة الاستشارات والبيانات “Global SWF”، بلغت نسبة استثمارات كل من “CIC” و”SAFE” في الأصول البديلة حوالي ربع إجمالي أصولهما في عام 2023، والتي قُدّرت بـ1.35 تريليون دولار و1 تريليون دولار على التوالي.
الاستثمار غير المباشر كبديل للقيود
مع تزايد القيود التي تفرضها الحكومات الغربية والهيئات التنظيمية على الاستثمارات المباشرة للصناديق الصينية في الشركات والبنى التحتية، لجأت بكين بشكل متزايد إلى الاستثمارات غير المباشرة عبر صناديق الأسهم الخاصة، وهو ما أتاح لها ضخ مئات المليارات من الدولارات في شركات واقتصادات غربية.
استثمارات صينية في شركات أمريكية بارزة
وفقاً لمصادر مطلعة وتحليل للإفصاحات التنظيمية، تلقت شركات أمريكية بارزة في قطاع الاستحواذ دعمًا من مستثمرين صينيين مدعومين من الدولة، من بينها “Global Infrastructure Partners” التي استحوذت عليها “بلاك روك” العام الماضي، و”Thoma Bravo” و”Vista Equity Partners” و”كارلايل” و”بلاكستون”.
شراكات استثمارية سابقة
خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب، أنشأت “CIC” صندوق شراكة للأسهم الخاصة مع “غولدمان ساكس”، والذي استحوذ على حصص في شركات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، كما قامت الصناديق السيادية الصينية، وتحديدًا “CIC”، باستثمارات مباشرة في شركات بالتعاون مع مديري صناديق الأسهم الخاصة، بما في ذلك “بلاكستون”.
امتناع عن التعليق
امتنعت “CIC” و”Vista” عن التعليق على هذه التطورات، فيما رفضت شركات: “بلاكستون” و”كارلايل” و”تي بي جي” و”GIP” و”Bravo” الإدلاء بأي تصريحات حول هذا الموضوع.
نقلا عن الجريدة العقارية