الصين تعبث بدوران الأرض| الحقيقة الكاملة وراء الظاهرة الغامضة المثيرة للجدل

الصين تعبث بدوران الأرض| الحقيقة الكاملة وراء الظاهرة الغامضة المثيرة للجدل

لطالما لعبت المشاريع الهندسية الضخمة دورًا رئيسيًا في تشكيل معالم كوكبنا، ولكن هل يمكن أن تمتد تأثيراتها إلى حد التأثير على دوران الأرض؟ يبدو أن الإجابة هي “نعم”، وفقًا لدراسات علمية تشير إلى أن سد الممرات الثلاثة في الصين، أكبر سد في العالم، قد تسبب في تغيير طفيف في سرعة دوران كوكبنا. فكيف يحدث ذلك؟ وما هي التداعيات الفعلية لهذا التغيير؟

مشروع عملاق بتأثير عالمي

سد الممرات الثلاثة هو واحد من أعظم الإنجازات الهندسية الحديثة، حيث يرتفع 185 مترًا فوق نهر اليانغتسي ويمتد على طول 2.3 كيلومتر، ويولد طاقة كهربائية هائلة تبلغ 22,500 ميغاواط، ما يعادل إنتاج الطاقة في العديد من الدول مجتمعة. 
هذا السد ليس مجرد مشروع طموح للطاقة المتجددة، بل هو عامل مؤثر في الخصائص الفيزيائية للأرض، خاصة فيما يتعلق بعزم دورانها.

كيف يمكن لسد أن يبطئ دوران الأرض؟

لفهم هذه الظاهرة، يجب الرجوع إلى قوانين الفيزياء، وبالتحديد قانون عزم القصور الذاتي. عندما يتم إعادة توزيع الكتلة على سطح الأرض، فإن ذلك يؤثر على سرعة دورانها. في حالة سد الممرات الثلاثة، فإن الخزان الضخم الذي يختزن ما يقرب من 39 تريليون كيلوغرام من المياه يعمل على تغيير توزيع الكتلة على سطح الأرض. هذا التغيير يؤدي إلى إبطاء طفيف جدًا في سرعة دوران الكوكب، حيث قدرت وكالة “ناسا” أن الفرق الناجم عن السد يصل إلى 0.06 ميكروثانية في اليوم، أو 60 نانوثانية.

ظاهرة ليست معزولة

ليس سد الممرات الثلاثة وحده الذي يؤثر على دوران الأرض، بل هناك عوامل بشرية وطبيعية أخرى تساهم في ذلك. فعلى سبيل المثال، الزلازل الكبرى مثل زلزال إندونيسيا عام 2004، الذي تسبب في تحريك محور الأرض بمقدار 2.5 سنتيمتر، كان له تأثير مماثل على سرعة الدوران. كما أن استخراج المياه الجوفية وبناء السدود الكبرى حول العالم كلها تلعب دورًا في تغيير توزيع الكتلة على الأرض.

التأثير البيئي والجدل القائم

رغم أن التأثير على دوران الأرض دقيق للغاية ولا يؤثر على حياتنا اليومية بشكل مباشر، إلا أن سد الممرات الثلاثة يثير تساؤلات بيئية أخرى. فقد أدى إنشاؤه إلى تهجير أكثر من 1.3 مليون شخص، كما تسبب في تغييرات كبيرة في النظام البيئي المحلي. علاوة على ذلك، هناك مخاوف من أن المشروعات الهندسية الضخمة قد تؤدي إلى تأثيرات غير محسوبة على المدى البعيد.

 

سد الممرات الثلاثة هو مثال مذهل على قدرة البشر على تعديل الطبيعة من خلال الهندسة الحديثة. ورغم أن تأثيره على دوران الأرض طفيف جدًا، إلا أنه يمثل تذكيرًا قويًا بكيفية تفاعل النشاط البشري مع الأنظمة الطبيعية للكوكب. ومع استمرار المشاريع الضخمة في التوسع، يصبح من الضروري دراسة تأثيراتها بعناية لضمان تحقيق توازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على البيئة.

نقلا عن صدي البلد

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *