
تسعى الهند وروسيا إلى رفع حجم التجارة الثنائية بينهما بنحو 50% إلى 100 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، في إطار هدف استراتيجي لتعزيز المبادلات الاقتصادية، وذلك عبر خفض الرسوم الجمركية وإزالة الحواجز التنظيمية، في وقتٍ تتصاعد فيه التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
قال وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، خلال زيارة رسمية إلى موسكو، إن تحقيق هذا الهدف يتطلب معالجة الاختناقات التجارية، وتقليص الحواجز غير الجمركية، مشيرا إلى أن بلاده ترى في موسكو شريكا رئيسيا وموثوقا في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي.
تُعد روسيا رابع أكبر شريك تجاري للهند، فيما تحتل نيودلهي المرتبة الثانية في قائمة الشركاء التجاريين لروسيا.
الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام تأتي في إطار الحوار الثنائي السنوي، ومن المتوقع أن تُمهِّد الطريق لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند في وقت لاحق من هذا العام، كما تتزامن مع تصاعد الضغوط الأمريكية على نيودلهي، حيث فرضت إدارة الرئيس دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على السلع الهندية وهددت برفعها إلى 50% اعتباراً من 27 أغسطس الجاري، وهو ما قد يضعف تنافسية الصادرات الهندية البالغة نحو 85 مليار دولار سنوياً، إلى السوق الأمريكية.
الهند – التي تعتمد على النفط الروسي لتأمين احتياجاتها بأسعار منخفضة – ردّت على الانتقادات الأمريكية بالتأكيد على حقها في شراء السلع من “المصدر الأرخص”، معتبرة أن الاستفادة من الخصومات الكبيرة على الخام الروسي أداة مهمة لكبح التضخم الداخلي.
كما دعا جايشانكار، خلال منتدى الأعمال الهندي – الروسي في موسكو، إلى تنويع التجارة الثنائية وتشجيع المشروعات المشتركة بين الشركات، مع تطوير أنظمة الدفع وتكثيف اللقاءات الدورية لبحث إزالة العقبات، مؤكداً أن القادة في البلدين على تواصل وثيق لتعزيز الشراكة الاقتصادية.
يأتي هذا التقارب في وقت تتحرك فيه نيودلهي أيضاً لتعزيز علاقاتها مع بكين، إذ يستعد رئيس الوزراء ناريندرا مودي لزيارة مرتقبة إلى الصين نهاية أغسطس لعقد قمة مع الرئيس شي جينج بينج، ما يعكس سعي الهند إلى توسيع خياراتها التجارية والاستراتيجية بعيداً عن الضغوط الأمريكية.
The post الهند وروسيا تستهدفان رفع التجارة إلى 100 مليار دولار وسط التوتر مع أمريكا appeared first on Economy Plus.