
عمرو ستين .. في لحظة غير متوقعة، قد ينقلب الوضع رأسًا على عقب بخبر وفاة شخص عزيز، لتجد نفسك أمام صدمة لا تحتمل، هكذا كان وقع خبر رحيل الفنان الشاب عمرو ستين ، خطيب مريم عامر منيب، الذي ترك حالة من الحزن والذهول بين أصدقائه ومحبيه.
وأعاد طرح سؤال مهم كيف يمكن للإنسان أن يتخطى صدمة الفقد المفاجئ دون أن ينهار نفسيًا ؟
وأشار علماء النفس يشيرون إلى أن هذه التجربة قد تكون من أشد الضغوط النفسية التي يتعرض لها الدماغ، إذ يفسرها المخ كـ«خلل طارئ في النظام الحياتي»، ما يؤدي إلى اضطراب في المشاعر والوظائف الجسدية، وذلك على حسب ما افاد موقع «very well mind»
ماذا يحدث في الدماغ عند صدمة الفقد؟


وفقًا لدراسات نشرت في Journal of Affective Disorders، يتفاعل الدماغ مع خبر الوفاة المفاجئ كما يتفاعل مع الإصابات الجسدية الخطيرة
يزداد إفراز الكورتيزول (هرمون التوتر)، ما يرفع ضغط الدم وسرعة ضربات القلب.
تتأثر منطقة اللوزة الدماغية (Amygdala)، المسؤولة عن الخوف والانفعالات، ما يفسر نوبات الهلع أو الدوخة التي تصيب البعض فور سماع الخبر.
يحدث اضطراب في الذاكرة قصيرة المدى، فيجد الشخص صعوبة في التركيز أو تذكر تفاصيل بسيطة.
الآثار الجسدية للفقد المفاجئ
دراسات طبية أشارت إلى ظاهرة تعرف باسم «متلازمة القلب المنكسر» (Broken Heart Syndrome)، حيث قد يظهر ألم صدري يشبه أعراض الجلطة نتيجة إفراز الأدرينالين الزائد، كما قد يعاني البعض من
أرق وفقدان الشهية.
ضعف جهاز المناعة وزيادة عرضة العدوى.
اضطرابات في الهضم بسبب زيادة إفراز الأحماض المعوية.
خطوات علمية للتعامل مع الفقد


الأطباء وخبراء الصحة النفسية يوصون بخطوات عملية لتقليل خطر الانتكاس
التعبير عن المشاعر، حيث أن منع البكاء أو كبت الحزن يزيد من حدة الصدمة.
إعادة تنظيم الروتين اليومي، فان النوم المنتظم وتناول وجبات صحية يساعد الدماغ على استعادة توازنه الكيميائي.
النشاط البدني ممارسة رياضة بسيطة تحفز إفراز الإندورفين الذي يحسّن المزاج.
الدعم النفسي والاجتماعي مثل مشاركة المشاعر مع الأصدقاء أو الانضمام إلى مجموعات الدعم يقلل من العزلة.
الاستعانة بالمتخصصين العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أثبت فعاليته في مساعدة الأشخاص على التكيف مع فقدان الأحبة.
متى يصبح التدخل الطبي ضروريًا؟
يحذر الأطباء من تجاهل الأعراض إذا استمرت أكثر من 6 أشهر، خصوصًا إذا صاحبتها علامات مثل
التفكير في الانتحار أو فقدان الرغبة في الحياة.
العجز عن العودة للعمل أو الدراسة.
فقدان الشهية المزمن أو اضطرابات النوم الشديدة.
في هذه الحالات يصبح التدخل النفسي أو حتى الدوائي ضرورة لإنقاذ حياة المريض.