خسائر بشرية ومادية جسيمة.. فيضانات غير مسبوقة تضرب قارة أوروبا بسبب تغير المناخ

فيضانات غير مسبوقة تضرب قارة أوروبا

شهدت أوروبا خلال عام 2024 أسوأ موجة من الفيضانات منذ أكثر من عقد، مع تعرُّض نحو 30% من شبكة الأنهار في القارة لفيضانات واسعة النطاق، وذلك في ظل تصاعد الظواهر الجوية المتطرفة نتيجة التغير المناخي الناجم عن الانبعاثات الناتجة عن استهلاك الوقود الأحفوري.

فيضانات غير مسبوقة تضرب قارة أوروبا

جاء ذلك في تقرير مشترك صادر عن خدمة “كوبرنيكوس” لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أكّد أن أوروبا الغربية كانت الأكثر تضررًا، حيث سُجّلت 2024 كواحدة من أكثر عشر سنوات رطوبة منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في عام 1950.

خسائر بشرية ومادية جسيمة

وفق التقرير، أسفرت الفيضانات خلال العام الماضي عن مصرع 335 شخصًا على الأقل، وتضرّر أكثر من 410 آلاف شخص في أنحاء القارة. كما لحقت أضرار جسيمة بالبنية التحتية والممتلكات، وتحديدًا في مناطق غرب أوروبا مثل إسبانيا وألمانيا وفرنسا.

وتسببت العواصف والفيضانات في خسائر اقتصادية ضخمة تجاوزت 18 مليار يورو، لتصبح أكثر الظواهر الجوية المتطرفة تسببًا في الخسائر داخل أوروبا للعام الماضي.

التقرير أشار إلى أن عام 2024 لم يكن فقط الأكثر حرارة على الصعيد العالمي، بل أيضًا في تاريخ القارة الأوروبية، التي تُعد الأسرع تأثرًا بارتفاع درجات الحرارة، مع زيادة تبلغ حوالي 1.3 درجة مئوية مقارنة بما قبل الثورة الصناعية.

سيليست ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، حذّرت من أن “كل جزء إضافي من درجة حرارة يعني زيادة المخاطر التي تهدد حياة البشر واقتصادات الدول وسلامة كوكب الأرض”.

ورغم هذه الصورة القاتمة، أشار التقرير إلى بعض الإشارات الإيجابية، حيث وصلت حصة مصادر الطاقة المتجددة إلى 45% من إنتاج الطاقة في أوروبا خلال 2024، وهي أعلى نسبة مسجلة حتى الآن.