
يعاني الركاب أهالي مدينة الغردقة والزائرين الأجانب والمصريين لها من أزمة يومية مع سائقي التاكسي بسبب امتناع غالبية السائقين عن تشغيل العدادات، رغم تعليمات المرور وتحرير مخالفات متكررة، وتُقدَّر أعداد سيارات التاكسي العاملة بالغردقة بنحو الفي سيارة، أغلبها لا يلتزم بتشغيل العداد الإلكتروني المثبت داخل المركبة، رغم أنه مفروض قانونًا، ويفترض أن يحسم أي خلاف حول الأجرة بين السائق والراكب خيث يبقى تفعيل نظام العدادات على أرض الواقع، لا على الورق، مطلبًا عاجلًا لضبط منظومة التاكسي في الغردقة، وإنهاء حالة الخلافات اليومية بين الركاب والسائقين.
يقول علي عبد السلام، أحد أهالي الغردقة: «طلبت من السائق تشغيل العداد لكنه رفض وقال لي ادفع اللي أشوفه، ولما أصريت على العداد رفض التوصيلة وغادر، رغم أنني كنت برفقة زوجتي وأطفالي».
يقول أحمد عبد الرازق، موظف في أحد البنوك بالغردقة: «لا يوجد تاكسي في الغردقة يشغل العداد، وإن طلبت تشغيله يعتبرك السائق زبونًا مزعجًا ويرفضك فورًا، رغم أن العداد موجود أمامه، لكن لا أحد يجرؤ على تشغيله، وكأننا في مدينة بلا قانون مرور» .
ويضيف أن الأزمة تتكرر يوميًا، وأن بعض السائقين يطلبون أجرة مضاعفة، دون أي منطق، حتى في المشاوير القريبة داخل المدينة
ولم تقتصر المشكلة على المواطنين فقط، بل امتدت لتشمل السياح، ما يؤثر سلبًا على صورة المدينة السياحية وتؤكد سائحة ألمانية، عبر إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي، أنها شعرت بالخداع عندما طلب منها سائق التاكسي 200 جنيه لمسافة قصيرة، دون تشغيل العداد أو تقديم تسعيرة واضح.
و يقول توماس، سائح ألماني يقيم بأحد فنادق الكورنيش: “طلبت من السائق توصيلنا من الفندق إلى المارينا، وهي مسافة قصيرة، لكنه طلب 300 جنيه دون أن يشغّل العداد، وعندما سألته لماذا لم يشغّله، قال: العداد لا يعمل!، لكني أعلم أن السعر الحقيقي أقل بكثير”
ومن جانبها، تشن إدارة المرور بمدينة الغردقة حملات دورية على مواقف التاكسي والشوارع الرئيسية، لمواجهة وضبط المخالفات من سائقي التاكسي وتحرر مخالفات فورية للسائقين الممتنعين عن تشغيل العداد
وقال مصدر مسؤول بمرور البحر الأحمر إن تشغيل العداد التزام قانوني، ورفض السائق للتوصيلة بسبب إصرار الراكب على العداد يعتبر مخالفة يُعاقب عليها. وأضاف أن هناك أرقامًا مخصصة لدى مباحث وإدارة المرور لتلقي شكاوى المواطنين، لكن هناك حاجة إلى وعي مجتمعي، وتعاون الركاب مع المرور لضبط المخالفين.
وطالب الأهالي المتضررين من عدم تشغيل عدادات التاكسي بالغردقة بتشديد العقوبات على السائقين المخالفين لعدم تشغيل العداد والالتزام بالاجرة المقررة ، وربط تجديد الرخصة بتشغيل العداد فعليًا، مؤكدين أن ترك الأمر لتقديرات شخصية يفتح الباب أمام الاستغلال ويشوه صورة المدينة السياحية حيث يتحول ركوب التاكسي إلى تجربة مرهقة يوميًا، لا لشيء إلا لغياب العدل في تقدير الأجرة وغياب تشغيل عدادات التاكسي، رغم وجودها ظاهرًا في كل سيارة، وكأنها «قطعة ديكور» معلقة فوق تابلوه السيارة، دون أي دور حقيقي رغم وضوح القانون والتعليمات، ورغم الحملات المرورية المستمرة التي ترفع شعار الانضباط، وتحرر بين الحين والآخر مخالفات ضد السائقين الممتنعين وكأن الركاب لا حق لهم في طلب تطبيق القانون. السائق، في معظم الحالات، يفضّل فرض أجرة عشوائية على مزاجه، لا تعتمد على مسافة أو وقت، بل على تقديره الشخصي
ورغم هذه الشكاوى اليومية، تُعلن إدارة المرور بين الحين والآخر عن شن حملات لضبط التاكسيات المخالفة، وتؤكد في بيانات رسمية تحرير محاضر ضد من يرفض تشغيل العداد أو يفرض أجرة زائدة، لكن هذه الحملات لا توقف مخالفات السائقين ولا تزال الشكاوى تتزايد بلا توقف.