شركات الأدوية تضغط على “ترامب” لتطبيق الرسوم الجمركية على القطاع تدريجيًا

شركات الأدوية تضغط على “ترامب” لتطبيق الرسوم الجمركية على القطاع تدريجيًا

تضغط شركات الأدوية العالمية على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتطبيق التعريفات الجمركية على المنتجات الصيدلانية المستوردة بشكل تدريجي، على أمل تخفيف تأثير الرسوم وإتاحة الوقت لنقل عمليات التصنيع، وفق تصريحات مصادر مطلعة لوكالة رويترز.

ومن المتوقع أن يكشف ترامب غدا الأربعاء عن خطة ضخمة لفرض تعريفات جمركية، حيث صرح يوم الأحد بأن التعريفات المتبادلة التي سيعلنها ستشمل جميع الدول، وليس فقط مجموعة صغيرة من 10 إلى 15 دولة تعاني من أكبر اختلالات تجارية مع الولايات المتحدة.

كما أشار إلى أنه سيعلن قريبًا عن تعريفات جمركية على قطاع الأدوية، وهو القطاع الذي كان معفيًا من الحروب التجارية السابقة، وذلك بعد إجراءاته ضد قطاعات أخرى.

وذكرت المصادر الأربعة، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن ترامب لن يعلن عن تفاصيل محددة بخصوص التعريفات الجمركية على قطاع الأدوية غدا الأربعاء.

اقرأ أيضا: مستشارو البيت الأبيض يقترحون فرض رسوم جمركية 20% على غالبية الواردات

ومع ذلك، تتوقع كبرى شركات الأدوية متعددة الجنسيات حاليًا أن تكون التعريفات الجمركية الأمريكية على المنتجات الطبية أمرًا لا مفر منه، وتأمل في أن يتم تطبيقها تدريجيًا وصولًا إلى نسبة 25% التي هدد بها الرئيس، بدلاً من فرضها مباشرة من اليوم الأول.

وقال أحد المصادر: “فكرة تطبيق التعريفات بشكل تدريجي، أو ما يمكن تسميته بالتدرج، مطروحة بقوة من جانب صناعة الأدوية.”

وقد يعلن ترامب الأربعاء عن دراسة تبحث كيفية تطبيق التعريفات على القطاع، وفقًا لثلاثة من المصادر الأربعة، بالإضافة إلى مصدر خامس مطلع على الأمر.

التزامات التصنيع ونقل الإنتاج

تمتلك كبرى شركات الأدوية بصمة تصنيع عالمية، تشمل الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، ونقل المزيد من عمليات الإنتاج إلى الولايات المتحدة يتطلب استثمارات ضخمة.

ووفقًا لمجموعة صناعة الأدوية “PhRMA”، فإن تنفيذ منشأة تصنيع جديدة في الولايات المتحدة قد يستغرق ما بين 5 إلى 10 سنوات ويكلف نحو ملياري دولار، بسبب المتطلبات التنظيمية الصارمة.

وقد استخدمت PhRMA هذا الأمر في اجتماعاتها مع الإدارة الأمريكية خلال شهري فبراير ومارس للضغط من أجل تطبيق زيادة تدريجية في الرسوم الجمركية تعكس الوقت الذي تحتاجه الشركات لنقل إنتاجها.

ورغم أن الوضع لا يزال غير واضح، تأمل الشركات في أن تكون أي زيادة أولية في التعريفات الجمركية على القطاع أقل من نسبة 25% التي هدد بها ترامب مرارًا.

ورفض البيت الأبيض طلبات رويترز للتعليق على هذا الأمر في الوقت الحالي.

التحديات والآثار المحتملة

هناك إدراك متزايد داخل إدارة ترامب بأن نقل عمليات تصنيع الأدوية إلى الولايات المتحدة ليس أمرًا سريع التنفيذ، مما يعزز آمال بعض الشركات في أن يفكر الرئيس في تطبيق تدريجي للرسوم الجمركية.

وحذرت شركات الأدوية من أن فرض التعريفات الجمركية قد يزيد من خطر حدوث نقص في الأدوية، ويقلل من قدرة المرضى على الحصول عليها.

ومع ذلك، يصر ترامب على فرض هذه الرسوم، بحجة أن الولايات المتحدة بحاجة إلى المزيد من التصنيع الدوائي المحلي لتقليل اعتمادها على الدول الأخرى.

وقال أحد المصادر، وهو عضو في جماعات الضغط في قطاع الأدوية، إن الصناعة تأمل أيضًا في أن تؤدي القواعد التنظيمية الأمريكية، التي تتطلب فترات تعليق واستشارة عامة قبل سن القوانين الجديدة، إلى تأخير تنفيذ الرسوم الجمركية.

وخلال الأشهر الأخيرة، أعلنت بعض شركات الأدوية متعددة الجنسيات عن استثمارات بمليارات الدولارات في التصنيع الأمريكي لزيادة إنتاج أدويتها الأكثر مبيعًا للسوق الأميركية، بما في ذلك جونسون آند جونسون، وإيلي ليلي، وأسترازينيكا، وGSK. لكن لا تزال العديد من الشركات تصنع المكونات الفعالة لهذه الأدوية في أوروبا بشكل رئيسي.

وقبل إعلان التعريفات الجمركية، والتي قد تشمل المنتجات المصنعة في أوروبا، قامت بعض الشركات بخطوة غير معتادة بشحن المزيد من الأدوية جوًا إلى الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير نشرته رويترز الأسبوع الماضي.

وأكد مسؤول تنفيذي في إحدى شركات الأدوية الأوروبية أن زيادة إنتاج الأدوية التي تُصنع بالفعل في الولايات المتحدة، حتى ولو بكميات محدودة، لن تستغرق وقتًا طويلًا. ومع ذلك، فإن إنشاء خطوط إنتاج جديدة في المصانع الأمريكية للأدوية المصنوعة حاليًا في الخارج سيتطلب عامين على الأقل.

نقلا عن البورصة

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *