
في بث مباشر عبر صفحته بـ«فيسبوك»، قال الناشط السياسي على حسين مهدي إن حصوله على العفو الرئاسي من الرئيس عبدالفتاح السيسي كان بمثابة «لحظة تاريخية ومعجزة» لم يكن يتوقع حدوثها على الإطلاق، مشيرًا إلى أنه حتى اللحظة مازال غير قادر على استيعاب ما جرى.
وأضاف مهدي، أنه بعد صدور حكم نهائي ضده بالسجن المؤبد، تم احتجازه في أحد مراكز الاحتجاز داخل مصر لمدة عام تقريبًا، وخلال تلك الفترة بدأ يسمع عن مبادرات العفو الرئاسي، مضيفًا أنه رغم شعوره باليأس واعتقاده أن الأمر مستحيل، قرر التقدم بطلب رسمي إلى مؤسسة الرئاسة للعفو عنه.
أكد أنه لم يكن يتوقع أبدًا قبول طلبه، لاسيما وأن الحكم كان باتًا ونهائيًا، لكنه أقدم على الخطوة من باب المحاولة فقط «لأنه لم يعد لديه ما يخسره»، متابعًا: «كانت بالنسبة لي فكرة مجنونة، تقدمت وأنا أعلم أنها لن تُقبل، لكنني فوجئت بالمعجزة».
وأشار مهدي إلى أن المفاجأة الكبرى جاءت يوم 30 يونيو 2025 حينما صدر قرار رئاسي تضمن اسمه ضمن قوائم العفو التي أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي ونُشرت في الجريدة الرسمية، موضحًا أن تلك اللحظة شكلت نقطة تحول غير مسبوقة في حياته.
وأكد: «حتى الآن لا أصدق أنني حصلت على العفو الرئاسي، كنت يائسًا تمامًا، والآن أشعر بأنني وُلدت من جديد».
وقال الناشط السياسي على حسين مهدي إن تجربة الغياب والاحتجاز، بجانب ما كشفته تداعيات 7 أكتوبر، غيرت نظرته بالكامل تجاه ما كان يعتبره مسلمات حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، مؤكدًا أن تلك الأحداث أسقطت الكثير من الأقنعة وكشفت زيف الادعاءات.
أوضح مهدي، في بث مباشر عبر «فيسبوك»، أن ما كان يظنه دعمًا ثابتًا من منظمات حقوق الإنسان والبرلمانات الغربية لم يكن سوى سراب، لافتًا إلى أنه خلال أزمته حاول التواصل مع تلك الجهات، لكنه فوجئ بأن الجميع تراجع وابتعد، حتى من كان على تواصل مباشر معهم.
وأضاف أن المنظمات الدولية وبعض أعضاء الكونجرس الذين كانوا يرفعون شعارات الحرية والحقوق، تخلوا عنه وعن قضيته، خشية أن يواجهوا المصير نفسه أو يتم التضييق عليهم.
وأكد أن التجربة جعلته يعيد التفكير في جدوى الرهان على الخارج أو على «المعارضة من بعيد»، معتبرًا أن هذه الأطراف باعت القضية ولم تقدم سوى وعود لفظية لم تُترجم إلى أي دعم حقيقي.
وشدد مهدي على أن الفرصة التي أُتيحت له بالعفو الرئاسي من الرئيس عبدالفتاح السيسي في يونيو 2025 هي ما أنقذته، وأن ما تبقى من مساندة حقيقية جاء فقط من المقربين داخل مصر الذين ظلوا إلى جواره.
وأضاف أن التاريخ سيشهد يومًا من وقف إلى جانبه في تلك اللحظة العصيبة، حينما تخلى عنه الجميع، مؤكدًا أن ذلك الموقف سيظل علامة فارقة في مسيرته وتجربته الشخصية.