close

من الشارع إلى المدرج.. سر ارتباط الجماهير الإسبانية بالقضية الفلسطينية: الإجابة سيلتيك

من الشارع إلى المدرج.. سر ارتباط الجماهير الإسبانية بالقضية الفلسطينية: الإجابة سيلتيك

«الدوري الإسباني لا يمنع رفع الأعلام الفلسطينية ولن يمنعها مستقبلًا، فما يحدث في غزة صعب جدًا وقاسٍ».

بهذه الكلمات الحاسمة، أكد خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني «الليجا»، على موقف بلاده الشعبي والرياضي الداعم للقضية الفلسطينية، ليزيد هذا التصريح تساءل كثيرون عن أسباب هذا التضامن المعلن.

لكن الأمر لم يقف عند حدود الرياضة، بل امتد إلى مواقف سياسية صريحة وصدامية مع إسرائيل.

تصريحات سياسية غير مسبوقة

في خضم العدوان الإسرائيلي على غزة، خرجت إيون بيلارا، القائمة بأعمال وزير الحقوق الاجتماعية في إسبانيا، لتوجه اتهامًا مباشرًا وصريحًا لإسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية مخططة»، مؤكدة أن الاحتلال يترك مئات الآلاف دون طعام أو ماء أو كهرباء ويقصف المدنيين في انتهاك واضح للقانون الدولي.

الموقف لم يكن فرديًا؛ إذ دعا بيدرو سانشيز، القائم بأعمال رئيس الوزراء، الشعب الإسباني للتظاهر دعمًا لفلسطين ورفضًا للانصياع وراء الموقف الأمريكي المساند لإسرائيل.

وبالفعل، استجاب الشارع الإسباني، واكتظت الساحات من مدريد إلى كاتالونيا والباسك، بمسيرات رفعت شعار «فلسطين حرة».

من الشارع إلى المدرجات

لم تقتصر المشاهد على السياسة والشوارع؛ فالملاعب الإسبانية تحولت إلى منصات دعم لفلسطين، جماهير ريال سوسيداد رفعت الأعلام الفلسطينية في مباراة فريقها أمام مايوركا، وسبقتها جماهير أوساسونا حين واجهت غرناطة.

مدرجات إسبانيا: الإجابة سيلتيك

المدرجات الإسبانية لم تكن حالة استثنائية في أوروبا، مشجعو سيلتيك الأسكتلندي –كما يوضح المحاضر «شون هدلستون»– لطالما رفعوا الأعلام الفلسطينية في ملاعبهم، مستحضرين تشابهًا بين نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال ونضال أجدادهم الأيرلنديين ضد الاستعمار البريطاني.

جماهير إسبانيا ودعم فلسطين

وبالمثل، وجدت الجماهير الباسكية والكتالونية في فلسطين مرآة لتاريخهم الطويل مع الاضطهاد في عهد الجنرال فرانكو.

تاريخ ممتد من المساندة

الدعم الإسباني للقضية الفلسطينية ليس وليد اللحظة. ففي استبيان نشره موقع «YouGov» في مايو 2023، جاءت إسبانيا كأكثر دول أوروبا الغربية تعاطفًا مع الفلسطينيين، مقابل انحياز أمريكي واضح لإسرائيل.

جماهير إسبانيا ودعم فلسطين

حتى عام 1986، كانت إسبانيا الدولة الوحيدة في أوروبا الغربية التي لم تعترف بإسرائيل رسميًا، مراعاة لعلاقاتها التاريخية بالعالم العربي.

وعندما اضطرت للاعتراف بها للانضمام إلى الجماعة الاقتصادية الأوروبية، سارعت في اليوم ذاته لإعلان دعمها للحقوق الفلسطينية في مواجهة الاحتلال.

العلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية كانت وثيقة، إذ افتتحت المنظمة مكتبًا تمثيليًا بمدريد عام 1979، واستقبلت إسبانيا الزعيم الراحل ياسر عرفات استقبالًا رسميًا غير مسبوق في أوروبا الغربية.

ولذلك، حين نرى الأعلام الفلسطينية في شوارع مدريد، وفي مدرجات أوساسونا وسوسيداد، ندرك أننا أمام موقف شعبي متأصل وجدانيًا، وجماهيريًا، جعلت من إسبانيا حكومة وشعبًا داعمين بشكل كبير عبر عقود متواصلة من التضامن للقضية الفلسطينية.







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *