
قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن اضطراب الشخصية الحدي، المعروف بالـ «بوردر لاين بيرسوناليتي ديس أوردر»، يتميز بتقلبات شديدة في الأفكار والمشاعر والهويات والانتماءات والعلاقات وحتى الوظائف، ويؤثر بشكل كبير على حياة المصابين وعلاقاتهم الأسرية والاجتماعية.
وأوضح الدكتور المهدي، خلال حلقة برنامج «راحة نفسية»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن المصابين بهذا الاضطراب قد يغيرون مسار تعليمهم عدة مرات، أو يتركون الدراسة تمامًا، وقد يتنقلون بين وظائف مختلفة بسرعة، كما يشهدون تقلبات في العلاقات العاطفية والخطوبات، حيث يرتبط الشخص ويترك، ويكرر الأمر مرات متعددة دون سبب واضح.
وأشار إلى أن الهوية والانتماء يمكن أن تتقلب بين التدين والتطرف، والليبرالية والعلمانية، أو حتى بين التمسك بالقيم الدينية والثقافات الغربية، كما يظهر ذلك في مظهرهم الخارجي واختياراتهم اليومية، سواء من حيث الملابس أو التصرفات.
وأضاف أن هذا الاضطراب يشكل تحديًا أكبر للأسر، خاصة عندما تكون الفتاة من أسرة محافظة، حيث قد تدخل في علاقات متعددة، ترسل صورًا شخصية، وتصبح عرضة للابتزاز، وقد تصل أحيانًا إلى محاولات انتحار نتيجة ضغوط المجتمع أو الأسرة.
وأوضح أن المصاب من الذكور قد يظهر سلوكيات اندفاعية، مثل تعاطي المخدرات، الدخول في علاقات غير آمنة، العنف، وكسر القواعد الأسرية، مع فقدان السيطرة على الالتزامات اليومية والوعود.
وأكد الدكتور المهدي أن انتشار حالات اضطراب الشخصية الحدي آخذ في الزيادة مقارنة بالماضي، مشددًا على أهمية التوعية والدعم النفسي المبكر للحد من تأثيراته السلبية على الأفراد والأسر.