
مع بداية كل عام دراسي جديد، تتحول البيوت إلى ساحات مليئة بالمشاعر المتناقضة: فرحة العودة، توتر البداية، وقلق الأمهات على مستقبل أبنائهن. وفي خضم هذه اللحظات، يظل الحضن الصادق والدعاء الحاني من الأم هو الزاد الحقيقي الذي يسبق الإفطار ويتفوق في أثره علي أي كوب لبن أو ملعقة عسل فهو بمثابة مناعة حقيقية من كافة وجميع مضايقات الحياة
الحضن الصباحي.. ليس مجرد لحظة عابرة، بل هو رسالة غير منطوقة تقول للطفل: أنت في أمان، أنت لست وحدك، أنا سندك في كل خطوة. إنه يزرع الثقة في النفس، ويمنح طمأنينة داخلية تحميهم من مخاوف الطريق وضغوط الدراسة والحياه التي تواجهم علي حسب أعمارهم
الأم حين تحتضن أبناءها قبل نزولهم، تزرع فيهم حصنًا خفيًا من الحنان، يجعلهم قادرين على مواجهة يومهم بابتسامة وراحة قلب. هذا الحضن لا يعوضه أي شيء آخر، فهو يسبق الكلمات، ومن الممكن أن يتخلل هذا الحضن دعوة تشرح قلب إبنك وبنتك بها، مع نصيحة وطبطبة تجعل النصيحة وكأنها بلسم يدوب القلوب ويشفي الصدور ويجعل الاستجابة لكل طلبات الأم من الأمور المقدسه. إنه الحضن ياسادة، الحضن مصدر قوة يجعل الطفل أو الشاب أو الفتاة يدخل إلى مدرسته أو جامعته وهو مطمئن أن هناك سندًا ينتظره مهما حدث.
ويأتي مع الحضن، الدعاء الصادق الذي يخرج من قلب أمٍ تضع مستقبل أولادها بين يدي الله. كلماتها البسيطة: “ربنا يحفظك، ربنا يوفقك، ربنا يراضيكي ”كل هذه العبارات البسيطة كفيلة بأن ترسم في قلب أبنائها يقينًا بالنجاح والأمان، وتربطهم بخيط غير مرئي من الحماية والدعم والإيمان
إنها مسؤولية عظيمة أن تكوني أنتِ السند الأول. في زمن تتنازع فيه القلوب مع مشاغل الحياة وضغوطها، يظل حنان الأم هو الثابت الذي لا يتغير. هو الدفء الذي لا يخبو، والركن الآمن الذي لا يزول.
أيتها الأم… احتضني أبناءك قبل أن يخرجوا إلى يومهم، ضميهم بقلبك، واغمريهم بدعائك. لا تستهيني بتلك اللحظة البسيطة، فهي في حقيقتها أعظم من أي ميراث يمكن أن تقدميها لهم. حضنك الأمان الحقيقي لهم، وأنتِ السند الذي لا يخون، وأنتِ الثقة التي تمنحهم القوة لمواجهة الحياة. تذكري دائمًا: حضنكِ سلاح، ودعاؤكِ نجاة، وحنانكِ حياة، وتذكري دائما لاشيء في هذا الكون يساوي لحظة إنقاذ حقيقية هتقدميها لابنائك تحفظيهم بها