
استقبل ميناء بورت غالب بمرسى علم جنوب البحر الأحمر، في حدث استثنائي، أولى رحلات سفن الكروز السياحية العملاقة، والتي ترفع علم جزر المارشال، لتنضم إلى قائمة الموانئ العالمية التي تتوقف بها هذه «المدن العائمة» التي تحمل آلاف السائحين من مختلف الجنسيات.
وتُعد سفن الكروز بمثابة مدن سياحية متكاملة؛ حيث يصل ارتفاعها إلى 15 طابقًا، ويبلغ طولها 335 مترًا وعرضها 38 مترًا، وتستوعب على متنها 3362 سائحًا، إضافة إلى 1620 فردًا من الطاقم، حيث تضم غرفًا وأجنحة فندقية فاخرة، وحمامات سباحة، ومطاعم عالمية، وصالات بولينج وجيم، بالإضافة إلى مسرح ضخم للعروض الفنية، فضلًا عن برامج إعاشة متكاملة تشمل ثلاث وجبات يوميًا طوال فترة الرحلة.
وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان واحدة من كبرى شركات الكروز العالمية عن إعادة تشغيل رحلاتها البحرية في البحر الأحمر ضمن برنامجين سياحيين متنوعين يربطان بين مصر والسعودية، مرورًا بعدد من الموانئ الشهيرة في البحرين الأحمر والمتوسط، ويشمل البرنامج السياحي للرحلة إقامة لمدة ثمانية أيام وسبع ليالٍ تبدأ من السواحل المصرية، مرورًا بميناء جدة السعودي، وصولًا إلى شرم الشيخ والسخنة وسفاجا ومرسى علم، متضمنًا رحلات اليوم الواحد إلى المزارات الأثرية الكبرى مثل الأهرامات بالأقصر والقاهرة، جامعة بين الاستجمام والترفيه والجولات الثقافية.
فيما أوضح بشار أبو طالب نقيب المرشدين السياحيين، أن عودة سياحة الكروز تمثل «سياحة الأثرياء» ذات الإنفاق المرتفع، وهو ما ينعكس إيجابًا على مدن الموانئ والمناطق الأثرية مثل الأقصر والقاهرة من خلال رحلات اليوم الواحد. وأضاف أن اختيار مرسى علم كمحطة رئيسية يعزز من مكانتها على خريطة السياحة العالمية، مطالبًا بتسيير خطوط ملاحية دائمة مع الموانئ الإقليمية مثل جدة والعقبة، لضمان استدامة هذا النشاط وعدم اقتصاره على مواسم محددة، وأن أعمال التطوير التي نفذتها الدولة في موانئ سفاجا والغردقة وبورت غالب جاءت لتواكب هذا النوع من السياحة الفاخرة، مشيرًا إلى أن الصالات الحديثة المجهزة بكافة الإمكانات ستسهل حركة وصول ومغادرة السائحين.
من جانبه، أكد حاتم كامل، الخبير السياحي، أن هذا الحدث يمثل نقلة نوعية لمرسى علم التي ارتبطت طويلًا بالسياحة البيئية والغوص، مشيرًا إلى أنها باتت اليوم وجهة دولية تستقبل أفواجًا من سياح الكروز الباحثين عن الشواطئ البكر والشعاب المرجانية النادرة والمياه الفيروزية. وأضاف: «لم تعد مرسى علم مجرد وجهة واعدة، بل تحولت إلى أيقونة حقيقية على خريطة السياحة العالمية، ترسخ مكانة مصر كإحدى أهم محطات الكروز الفاخرة في المنطقة، وتفتح آفاقًا واسعة لمستقبل السياحة البحرية في البحر الأحمر».















