
في خضم الجدل الدائر حول مصير البرمجة في ظل صعود الذكاء الاصطناعي، تقدم أبارنا تشينابراغادا، كبيرة مسؤولي منتجات التجارب والأجهزة في مايكروسوفت، وجهة نظر مغايرة تمامًا. تعتقد تشينابراغادا أن تعلم البرمجة لم يفقد قيمته، بل أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. جاءت هذه التصريحات خلال ظهورها الأخير على بودكاست ليني، لتشكل ردًا مباشرًا على التساؤلات المتزايدة حول مستقبل علوم الحاسوب.
هل الذكاء الاصطناعي نهاية عصر المبرمج البشري؟
ترفض تشينابراغادا بشدة فكرة أن الذكاء الاصطناعي يعني نهاية البرمجة. ترى أن هذا التطور هو جزء من مسيرة طبيعية لتطوير البرمجيات. لطالما سعت البشرية إلى تبسيط عملية كتابة الكود وجعلها أكثر كفاءة. بدأت الرحلة بلغات التجميع المعقدة، ثم تطورت إلى لغات أعلى مستوى مثل C. الآن، يمثل الذكاء الاصطناعي الخطوة التالية في هذا التطور المستمر. إنه يرفع مستوى التجريد في البرمجة بشكل كبير. هذا التجريد المتزايد لا يلغي الحاجة إلى فهم أساسيات علوم الحاسوب. بل يجعل البرمجة في متناول شريحة أوسع من الناس.
الأدوار تتغير، المهارات الأساسية تبقى
تتوقع تشينابراغادا أن طبيعة أدوار العمل في مجال البرمجيات ستتغير. قد يصبح مهندسو المستقبل أقرب إلى “مشغلي البرمجيات” منهم إلى المطورين التقليديين. ومع ذلك، لا يعني هذا اختفاء المهارات الأساسية لعلوم الحاسوب. إنها ليست مجرد كتابة كود. إنها طريقة تفكير ومنهجية لحل المشكلات. هذا النموذج العقلي هو ما يميز مهندس البرمجيات. لذا، فإن الحاجة إلى فهم علوم الحاسوب ستظل قائمة.
مديري المشاريع: تكيف ضروري في عصر الإبداع المتضخم
لا يقتصر تأثير الذكاء الاصطناعي على المهندسين فقط. يتأثر أيضًا مديرو المشاريع. يشعر الكثيرون منهم بالضغط بسبب “التسوية الكبرى” في شركات التكنولوجيا. هذه التسوية تعني تقليصًا في مستويات الإدارة الوسطى. ومع ذلك، ترى تشينابراغادا أن مديري المشاريع لن يختفوا. لكنهم سيحتاجون إلى التكيف مع الواقع الجديد. يتيح الذكاء الاصطناعي تدفقًا هائلاً من الأفكار والنماذج الأولية. هذا التدفق يتطلب من مديري المشاريع صقل مهاراتهم. يحتاجون إلى القدرة على تنظيم هذا الكم الهائل من الإنتاج.
“التذوق والتحرير”: المهارة الجديدة الحاسمة
في ظل هذا الفيض من الأفكار والإبداعات، تبرز مهارة جديدة حاسمة. تسميها تشينابراغادا “التذوق والتحرير”. تعني هذه المهارة القدرة على غربلة الإنتاج الإبداعي الضخم. الهدف هو العثور على ما هو ذي قيمة حقيقية. أصبح حاجز الدخول لتجربة الذكاء الاصطناعي منخفضًا جدًا. هذا يتيح للفرق توليد أفكار ونماذج أولية بسرعة. لاحظت تشينابراغادا أن الفرق أصبحت أقل اعتمادًا على حراس البوابة الإدارية التقليديين. هذا يتطلب من الأفراد داخل الفرق تطوير مهارات التقييم والتحرير.
التناقض بين الرؤية والواقع في مايكروسوفت
بينما تتحدث تشينابراغادا عن استمرار أهمية مهندسي البرمجيات، هناك واقع آخر في مايكروسوفت. قامت الشركة مؤخرًا بتسريح حوالي 6000 موظف. ليس سرًا أن مايكروسوفت كانت من بين الشركات الكبرى التي قامت بتسريحات واسعة. تكشف البيانات الداخلية عن نمط مقلق. كان أكثر من 40% من المُسرّحين في ولاية واشنطن من مهندسي البرمجيات. هذا يثير تساؤلات حول مستقبل المبرمجين البشريين. خاصة في شركة تتبنى الذكاء الاصطناعي بسرعة فائقة. يبقى التحدي في التوفيق بين الرؤية المستقبلية للأدوار المتغيرة وواقع عمليات التسريح الحالية.