
علق الكاتب والناقد محمد الروبي، على حالة الجدل التي أُثيرت بعد إعلان الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، خلال انطلاق مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، بفتح باب النقاش حول تغيير مسمى المهرجان، لافتا أن تغييره ضرورة لأنه يحمل خطأ علمي.
وأضاف الناقد قائلاً: «تغيير الاسم ضرورة لأنه يحمل خطأ علميا لا يليق بتاريخ وثقافة المسرح في مصر، ولمن يظن أن هذا صوت جديد، أو يرى فيه محاولة لهدم التاريخ كما وصفه البعض، أذكّره أنني كتبت مرارًا في مطبوعات متعددة أن التجريب ليس مدرسة مسرحية لها ملامح ثابتة كالواقعية أو التعبيرية أو العبثية، بل هو مرحلة أو منهج بحثي يمر به أي مبدع أو فرقة عند اختبار أشكال جديدة. وتابع: التجريب المسرحي فعل ملتصق بالمسرح منذ نشأته وحتى وقتنا هذا، ووضع التجريب كتصنيف ثابت يوحي بوجود ملامح محددة له، وهذا غير صحيح أكاديميًا، وإصلاح هذا الخطأ، حتى بعد عقود، هو خطوة تحترم الثقافة والمصطلح، وتعيد المهرجان إلى سياقه الأوسع كمهرجان للمسرح بكل تنوعاته، دون حصره في خانة ضيقة أو مصطلح مضلل».
وأوضح «الروبي»: تغيير الاسم لا يعني هدم المهرجان أو البدء من الصفر، وهناك أمثلة عالمية عديدة منها مهرجان برلين، انطلق عام 1951 باسم Internationale Filmfestspiele Berlin، ثم تغيّر رسميًا عام 1978 ليعرف عالميًا باسم Berlinale، دون توقف تسلسل دوراته، ومهرجان كان انطلق عام 1946 باسم Festival du film de Cannes، ثم تغيّر رسميًا عام 1951 إلى Festival de Cannes، إذن، يمكن ببساطة أن نعلن عن الدورة الثالثة والثلاثين تحت الاسم الجديد، محتفظين بتاريخ وسمعة المهرجان، مع تصحيح مصطلح خطأ ظل معلقًا في واجهة المهرجان ثلاثة عقود، فالاسم ليس مجرد لافتة، بل هو أول جملة في الحكاية، وحكاية مهرجان القاهرة تستحق عنوانًا يليق بمكانتها الفنية والأكاديمية».