
يحتفل جموع الاقباط الارثوذكس والكنيسة القبطية الارثوذكسية في مصر والعالم، ببدء السنة القبطية الجديدة حسب التقويم القبطى الجديد 1742 للشهداء حيث يعتبر التقويم القبطي في مصر من أوائل التقاويم النجمية الشمسية عرفته البشرية جمعاء.
وقالت ريهام شعبان، مدير عام متحف المجوهرات الملكية في الإسكندرية، إن التقويم المصري يعتبر من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية، وهو تقويم نجمي شمسي يرتبط بنهر النيل والزراعة ويعتمد على رؤية نجم الشعرى اليمانية، ويُنسب إلى تحوت رب الحكمة والمعرفة عند المصريين القدماء، والذي توصّل إلى أول حساب للأيام عرفه الإنسان.


وأوضحت لـ «المصرى اليوم»، أن المزارعين المصريين اعتمدوا بشكل أساسي على التقويم المصري في مواسم الزراعة والحصاد منذ الأف السنين وحتى وقتنا الحالي، على أساس أن السنة الشمسية الزراعية تضم 12 شهرًا عدد أيام كل منها 30 يومًا ومجموع أيام السنة 360 يومًا، ثم أضافوا إليها الأيام الخمسة المنسية التي ولدت فيها المعبودات المصرية القديمة الخمسة (أوزيريس- إيزيس- نفتيس- ست- حورس)، ثم أضافوا إليها يومًا سادسًا كل أربع سنوات في السنة الكبيسة قدموه هدية للمعبود تحوت الذي علمهم التقويم.
تاريخ التقويم القبطي
وقال محسن جورج، مستشار التعليم في الإسكندرية، إن التقويم القبطي هو تقويم تستعمله الكنيسة الأرثوذكسية في مصر والمهجر، وظهر نتيجة تغيير البطالمة في التقويم المصري، حيث تعرّض التقويم المصري للتغيير في العام 238 قبل الميلاد، من قبل بطليموس الثالث الذي أحدث فيه عدة تغييرات؛ عن طريق زيادة عدد أيام السنة المصرية، وهي تغييرات لم ترق للكهنة المصريين، فتم إجهاض المشروع ذاته إلا أنه تم إعادة تطبيقه مرة أخرى في العام 25 قبل الميلاد على يد الإمبراطور أغسطس الذي غيّر تمامًا من التقويم المصري ليتزامن مع التقويم اليولياني الجديد (وهو أساس التقويم الجريجوري الذي يسير عليه الغرب إلى اليوم) وهكذا ظهر إلى الوجود «التقويم القبطي» الذي تعمل به الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية حتى اليوم، والذي يختلف عن التقويم المصري الفرعوني.


وأوضح «جورج»، لـ «المصرى اليوم»، أنه تنوعت مظاهر الإحتفال برأس السنة المصرية عند قدماء المصريين، وأطلقوا عليه «ني- يارو» وهو يوم اكتمال الفيضان، وكانت أيام النسئ تعتبر «إجازة» عن العمل، ويقوم المصريون فيها بتنظيف البيوت والمعابد التي يعاد طلاء ألوانها، وكان المصريون القدماء يحرصون فيها على تصفية الخلافات، ويقيمون مجالس الصلح بين المتخاصمين، ليبدأوا السنة الجديدة بالمودة والإخاء.
وأشار إلى أنه يُعتبَر التقويم القبطي هو إمتداد للتقويم المصري القديم، وتطور هذا الاحتفال فيما بعد إلى «عيد النيروز»، وأصبح الإحتفال برأس السنة القبطية هو عيدًا يحتفي فيه المسيحيون المصريون بذكرى شهدائهم الأوائل، حيث اعتبر تاريخ تقلد الإمبراطور الروماني دقلديانوس الحكم عام 284 ميلادي، هو بداية للتقويم القبطي تخليدًا للشهداء الأقباط الذين نكل بهم لتمسكهم بعقيدتهم المسيحية ورفضهم تأليهه وعبادته.
وأضاف أنه كان لإرتباط التقويم القبطي بالحياة اليومية والزراعة والمحاصيل الموسمية تأثير على طقوس الإحتفال برأس السنة القبطية فشمل الاحتفال تناول بعض الفواكه مثل البلح الأحمر والجوافة، حيث يرمز البلح في لونه الأحمر إلى دم الشهداء، أما الجوافة فتتميز ببياض قلبها ويرمز ذلك لقلب الشهداء الأبيض النقي، وفي عهد محمد على باشا أصدر أمرًا في سنة 1839م باتخاذ التقويم القبطي أساسًا لحسابات الحكومة، وكانت السنة تُسَمى «السنة التوتية» نسبة إلى شهر توت أول شهور السنة القبطية.