زارت «المصرى اليوم» المقر الرئيس لجمعية الصليب الأحمر اليابانية بوسط العاصمة طوكيو، حيث يضم العديد من الأقسام الخاصة بالعمل التطوعى فى تقديم الخدمات الإنسانية للمجتمع المحلى والدولى عبر عمليات الإغاثة خاصة فى فترات الكوارث والأزمات المتعلقة بالفيضانات والزلازل، وفى المقر الرئيسى هناك ما يشبه بخلية النخل فى العمل سواء استجابة للطوارئ أو لوضع خطط تنفيذية ومشروعات للإغاثة بالتعاون مع قطاعات دولية فى العديد من دول العالم وفى القلب منها أفريقيا.
وعلى هامش مشاركة «المصرى اليوم»، فى مؤتمر طوكيو الدولى للتنمية «التيكاد ٩»، الذى عقد بمدينة يوكاهاما، كانت جولة «المصرى اليوم»، فى مقر الصليب الأحمر فى طوكيو للتعرف على خطوات سير العمل والتعاون الدولى المشترك وفى القلب منه التعاون مع الهلال الأحمر المصرى، حيث أكد المسؤولين أن الهلال الأحمر يعتبر شريك فى التعاون الإنسانى الدولى لليابان خاصة فى تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وفى المقر الرئيسى هناك متحف تاريخى شاهد عيان على تقديم عمليات الإغاثة والمشاركة فى الأعمال الخيرية منذ تأسيس جمعية الصليب الأحمر اليابانى، المعروف تاريخيا باسم منظمة «هاكوايشا» التى تأسست عام ١٨٧٧، على يد سانو تسونيتامى، ولديها فروع فى جميع أنحاء البلاد وتدير ٩٢ مستشفى تابعًا للصليب الأحمر (بإجمالى ٣٧٢٥٨ سريرًا)، ومراكز دم، ومرافق رعاية اجتماعية، وأكثر من ذلك، وحديثا تم الانتهاء من بناء المبنى، الذى يحمل اسم مبنى جمعية الصليب الأحمر اليابانى، فى عام ١٩٧٧، فى الذكرى المئوية لتأسيس المنظمة، وصممه كيشو كوروكاوا.
وفى طرقات المقر هناك لافتات تحمل شعار «احترام الحياة البشرية وإنقاذ أولئك الذين يعانون، بغض النظر عن كونهم أصدقاء أو أعداء»، وفقا لما قاله هنرى دونان، المواطن السويسرى وأول حائز على جائزة نوبل للسلام، وتعتبر جمعية الصليب الأحمر اليابانية هى واحدة من هذه المنظمات.
وفى مقر المتحف هناك أقسامًا لمعارض الوثائق التاريخية، ومشاهدة الوثائق، ومقاطع الفيديو، وتعرض بعضًا من المواد التاريخية والثقافية للصليب الأحمر التى توارثها اليابانيون عن أسلافهم.
وفى مدخل المتحف هناك مطبوعات للسيرة الذاتية لمؤسس جمعية الصليب الأحمر اليابانى، فضلا عن مقتنيات قديمة للمعدات والأجهزة الطبية المستخدمة فى الإغاثة فى القرن الماضى، وكذلك أدوات الجراحة وسيارات الإسعاف الخشبية وسفن الإغاثة.
وتنظيميا ينقسم متطوعو الصليب الأحمر إلى مجموعات وأفراد، وهناك ٣ أنواع من المتطوعين الذين يعملون فى مجموعات: «فيلق خدمة الصليب الأحمر الإقليمي» الذى تنظمه المدينة أو البلدة أو القرية؛ و«فيلق خدمة الصليب الأحمر للشباب» الذى يتألف من البالغين العاملين والطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ إلى ٣٠ عامًا تقريبًا؛ و«فيلق خدمة الصليب الأحمر الخاص» الذى يستخدم مجموعة متنوعة من المهارات والمهن المتخصصة، يعمل المتطوعون الأفراد فى مرافق مختلفة، بما فى ذلك المقر الرئيسى لجمعية الصليب الأحمر اليابانى، والفروع الإقليمية، ومستشفيات الصليب الأحمر، ومراكز الدم التابعة للصليب الأحمر، وغرف التبرع بالدم، ومرافق الرعاية الاجتماعية.
وإجماليا هناك ٢٨٣١ مجموعة (منظمة) وحوالى ٨٢٠ ألف متطوع نشطين فى جميع أنحاء البلاد، وتمتد شبكة متطوعى الصليب الأحمر إلى كل أنحاء البلاد، وتحظى أنشطة جمعية الصليب الأحمر اليابانى بدعم عدد كبير من المتطوعين.
وقال نائب المدير العام للعمليات الدولية بالصليب الأحمر اليابانى، جاكو تسوجيتا، إن هناك تعاون كبير مع الهلال الأحمر المصرى بشأن تقديم المساعدات للدول الأفريقية المحتاجة وكذلك تقديم المساعدات الدوائية لقطاع غزة، مضيفا فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» بمقر الإدارة العامة للصليب الأحمر اليابانى فى العاصمة طوكيو أن هناك قاعدة يتم العمل وفقا لمبدأ «أعطى المساعدة اليوم وأتلقاها غدا».
وأكد المسؤول اليابانى، أن هناك فريق من الصليب الأحمر ذهب العام الماضى إلى غزة، كما قام بتقديم المساعدات فى تنزانيا وروندا واليمن وأوكرانيا وبنجلادش.
وأشار إلى أنه يتم العمل من خلال مساعدة أفريقيا عن طريق تلقى التبرعات، حيث يتم قبولها حتى من أطفال المدارس ولو بتقديم «ين يابانى واحد»، بهدف تشجيع طلاب المدارس بكافة مراحلها على العمل الميدانى والإغاثى والإنسانى.
ولفت «تسوجيتا»، إلى أن هناك مناطق فى أفريقيا تواجه الصراعات المختلفة، ورغم ذلك يحرص الصليب الأحمر اليابانى على تقديم المساعدات سواء فى الدول التى تتعرض لفيضانات أو زلازل، فى حين يتم تقديم العلاج على أيدى أطباء وفرق طبية على مستوى عالى من الكفاءة والخبرة فى التعامل مع الحالات الحرجة.
وأشار إلى تاريخ تأسيس الصليب الأحمر اليابانى من خلال مبدأ المساواة بين الجرحى، وفقا لما ذكر هنرى دونان، مؤسس الصليب الأحمر الدولى للعمل على إنقاذ الأرواح وتقليل المعاناة والحفاظ على كرامة الإنسان.