المكسيك على شفا الركود بسبب رسوم ترامب الجمركية

المكسيك على شفا الركود بسبب رسوم ترامب الجمركية

حذر خبراء اقتصاديون من أن الاقتصاد المكسيكي يشهد تراجعًا حادًا، وسط تغييرات فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التعريفات الجمركية، مما ألقى بظلال قاتمة على العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.

وتُعد المكسيك من أكثر الدول تأثرًا بهذه الإجراءات، لا سيما في ظل مساعي ترامب لإعادة الاستثمارات إلى الأراضي الأمريكية بهدف خفض العجز التجاري.

ووفقًا لصحيفة فاينانشيال تايمز، فإن الاقتصاد المكسيكي يعاني بالفعل من الهشاشة، في ظل خفض الحكومة للإنفاق بسبب تفاقم عجز الموازنة، بالإضافة إلى مخاوف المستثمرين من الإصلاحات القضائية الراديكالية.

وقد انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.6% خلال الربع الأخير من العام الماضي مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، كما تراجع النشاط الاقتصادي في يناير الماضي بنسبة 0.2%.

في محاولة لاحتواء الأزمة، قام البنك المركزي المكسيكي مؤخرًا بخفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس، محذرًا من استمرار الضعف الاقتصادي في الربع الأول من العام الجاري، مع تصاعد المخاطر الناتجة عن التوترات التجارية.

وأكد نائب محافظ البنك المركزي المكسيكي، جوناثان هيث، أن بيانات الربع الأخير كشفت عن انكماش واسع في مختلف قطاعات الاقتصاد.

كما رجحت خمسة بنوك عالمية أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي للمكسيك مزيدًا من التراجع خلال الربع الثاني من العام الجاري.

وعلى صعيد العملة، تراجع البيزو المكسيكي بشكل كبير أمام الدولار الأمريكي، وهو اتجاه بدأ حتى قبل فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ويرجع ذلك جزئيًا إلى السياسات الاقتصادية المثيرة للجدل التي انتهجتها حكومة الرئيسة كلوديا شاينباوم، والتي تضمنت إصلاحات شاملة للقضاء والمؤسسات التشريعية والانتخابية، مما أثار مخاوف المستثمرين.

وفي السابق، كان الاقتصاد المكسيكي يتمتع بعلاقات تجارية وثيقة مع الولايات المتحدة بفضل اتفاقية التجارة الحرة “USMCA”، حيث تمثل الصادرات السلعية نحو 35% من الناتج المحلي الإجمالي، ويتم توجيه 80% منها إلى السوق الأمريكية، لا سيما في قطاع السيارات.

لكن فرض ترامب تعريفات جمركية على واردات السيارات والسلع غير المطابقة للاتفاقية أدى إلى توقف الاستثمار في المنطقة، مما دفع محللي جي بي مورجان إلى التأكيد على أن دخول المكسيك في حالة ركود أصبح أمرًا حتميًا، خاصة في ظل ضعف الطلب الداخلي.

وتشير فاينانشيال تايمز إلى أن الإعفاءات الجمركية التي تشمل بعض السلع في إطار “USMCA” ستنتهي بحلول 3 أبريل المقبل، وهو التاريخ الذي وصفه ترامب بـ “يوم التحرير”.

وفي هذا اليوم، يتوقع أن يتم فرض تعريفات جمركية واسعة النطاق على مجموعة من السلع المستوردة.

وتأمل الحكومة المكسيكية في أن تُبقي الولايات المتحدة على بعض الإعفاءات الجمركية أو التوصل إلى اتفاق يمنح المنتجات المكسيكية امتيازات تفضيلية، لتجنب مزيد من الضغوط الاقتصادية التي قد تدفع البلاد إلى ركود أكثر حدة.

نقلا عن البورصة

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *