
على «الخط الأحمر» المشفّر، تلقى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصالًا عاجلًا من وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، ليبلغاه بالتصديق على خطة عسكرية سرية تستهدف قيادات حوثية بارزة، حسبما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
دقائق فقط فصلت الاتصال عن ضربة مفاجئة نفذتها الطائرات الإسرائيلية ضد الحوثيين في اليمن كان معدة لهم مسبقًا، في عملية وصفها عوزي رابي، رئيس برنامج التعاون الإقليمي في مركز موشيه ديان في جامعة تل، أنها أشبه باستراتيجية «قطع الرؤوس» التي نفذتها إسرائيل سابقًا ضد «حزب الله» اللبناني.
من الفضاء إلى الهاتف.. كيف اخترقت إسرائيل اليمن واغتالت قادة الحوثي؟
في سياق متصل، كشف الفريق قاصد محمود، نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق، عن تفاصيل الضربة الإسرائيلية، قائلًا :«الضربة التي استهدفت اجتماع حكومة الحوثيين في اليمن جاءت نتيجة متابعة استخباراتية دقيقة من جانب إسرائيل، موضحًا أن المعلومات التي وصلت عبر الأقمار الصناعية والتنصت على الاتصالات دفعت تل أبيب لاتخاذ قرار الاستهداف في توقيت دقيق».
وأضاف «قاصد» خلال مداخلة مع «قناة القاهرة» الإخبارية أن هذه العملية أظهرت أن إسرائيل استطاعت اختراق المنظومة الأمنية للحوثيين والوصول إلى هدف عالي القيمة في قلب مؤسساتهم السياسية والعسكرية، مشيرًا إلى أن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت عددًا من الوزراء، من بينهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع، شكلت صدمة معنوية ونفسية للحوثيين، إلا أن أثرها الاستراتيجي على مسار الصراع سيظل محدودًا.
«الهاتف الأحمر» يحسم قرار الضربة
حسب الرواية الإسرائيلية، أبلغت المخابرات المقر الرئيسي بأن جميع المستهدفين بالاغتيال موجودون في المبنى باستثناء محتمل لرئيس الأركان الحوثي، محمد عبدالكريم الغماري.
وأبلغ رئيس الأركان، إيال زامير، وزير دفاعه، يسرائيل كاتس، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عبر الهاتف الأحمر السري.
وتلقى قائد القوات الجوية، تومر بار، ورجاله، تحديثات طوال الطريق حول حالة وقود طائرات الهجوم ووقت دخولها من منطقة الانتظار إلى الهجوم في صنعاء، التي تقع في عمق المنطقة المأهولة بالسكان في اليمن
ومنذ اللحظة التي وافق فيها رئيس الوزراء على الهجوم، دخلت المقاتلات الإسرائيلية واحدة تلو الأخرى لمنطقة الهدف، وفي جزء من الثانية أسقطت 10 قنابل، تزن كل منها طنًا من المتفجرات على المبنى.
وأشارت «يديعوت أحرونوت» أن الأهداف التي قصفتهال إسرائيل «منازل آمنة» لقادة الحوثي، مواقع في «النهدين» و«فج عطان» و«الخمسين».
استراتيجية «تصفية الرؤوس» و«البيجر الثالثة»
وفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية، فإن العملية المعقدة قادها فريق متخصص من الاستخبارات العسكرية وسلاح الجو، الذي أصرّ على الضغط لاتخاذ إجراء غير مسبوق، معترفًا بأن المعلومات كانت جزئية لا كاملة في مرحلة من المراحل، بحسب «معاريف».
وأشار رئيس الأركان إلى الهجوم لأول مرة في تقييمه للوضع الراهن بقوله: «نفذنا هجومًا كبيرًا ضد أهداف استراتيجية للنظام الحوثي في اليمن، إذ يعمل كفرع وصفه بالإرهابي لإيران، ويواصل مهاجمة إسرائيل وتقويض الاستقرار الإقليمي والدولي. مضيفًا: رسالتنا واضحة أنه لا مجال للاحتواء بعد الآن.
وكشفت دوائر استخباراتية وعسكرية إسرائيلية، السبت، تفاصيل جديدة تتعلق بهجوم «غير تقليدي» استهدف اجتماعًا لقيادات الحوثيين في صنعاء.
ووصف مراقبون ومعلقون إسرائيليون هذا الهجوم بأنه يشبه في تعقيده وتخطيطه عملية «البيجر» الشهيرة التي استهدفت حزب الله في لبنان، مؤكدين أن التشابه يكمن في مستوى التخطيط الدقيق وليس في طبيعة الأسلحة المستخدمة.
ووصف المحلل العسكري لصحيفة «معاريف»، آفي إشكنازي، الهجوم الأخير على القيادات الحوثية بـ«عملية البيجر الثالثة»
قادة حوثيون على قائمة الاغتيال
لم تحدد إسرائيل أسماء القادة الحوثيين الذين استهدفتهم، لكن «إسرائيل هيوم» نشرت قائمة بالشخصيات الحوثية التي قالت إنهم على قائمة الاغتيال الإسرائيلية، حيث ضمت القائمة، عبدالملك الحوثي زعيم الحوثيين، عبدالرضا شهلائي قائد فيلق القدس في اليمن، مهدي المشاط رئيس مجلس حكم الحوثي، ومحمد عبدالكريم الغماري رئيس هيئة الأركان العامة، محمد احمد الطالبي الحوثي مسؤول تهريب الأسلحة، محمد العطافي وزير دفاع الحوثي، محمد فاضل عبدالنبي قائد القوة البحرية للحوثي، محمد على القادري قائد لواء الدفاع الساحلي.


وكانت جماعة الحوثي، أعلنت يوم السبت الماضي، تعيين محمد أحمد مفتاح رئيسًا للوزراء، خلفا لأحمد غالب الرهوي، الذي لقي حتفه في غارة جوية إسرائيلية استهدفت العاصمة صنعاء برفقة عدد من الوزراء، حيث توعدت الجماعة إسرائيل بالتصعيد قائلة :«لا نترك ثأرنا يبات، ستنتظركم أيام سوداء»