
أعلنت شركة تسلا عن خطتها الرئيسية الرابعة، والتي لا تركز هذه المرة على منتج بعينه أو حتى على مجموعة سيارات، بل على مفهوم أشمل أطلقت عليه اسم “الوفرة المستدامة”، تقوم الفكرة على أن جهود تسلا في مجالات السيارات الكهربائية والطاقة والذكاء الاصطناعي والروبوتات ستسهم في إزالة القيود على النمو وجعل الموارد أكثر توفرًا للجميع.
توضح الخطة أن تسلا لا تريد أن يُنظر إليها باعتبارها مجرد شركة سيارات، التركيز الآن على دمج العتاد والبرمجيات على نطاق واسع، وبناء روبوتات بشرية مثل Optimus، وطرح تقنيات تجعل الحياة اليومية أكثر أمانًا ونظافة، وفق رؤية إيلون ماسك، أصبحت تسلا شركة ذكاء اصطناعي وروبوتات بالأساس، تصادف أنها تبيع سيارات أيضًا.
تتحدث الوثيقة عن أفكار عامة مثل “النمو لا نهائي” و”الابتكار يزيل القيود”، عبارات ملهمة ربما، لكنها تخلو من أهداف قابلة للقياس، على عكس الخطط السابقة التي تضمنت وعودًا بمركبات أو منتجات محددة، تتجنب هذه الخطة التفاصيل، ما يجعل تقييم التقدم أصعب.
لم يعد الروبوت البشري Optimus مشروعًا جانبيًا، بل أصبح في قلب مستقبل الشركة، تشير الخطة إلى أن الروبوتات يمكنها تولي المهام المتكررة أو الخطرة، مما يتيح للبشر قضاء وقتهم في ما يستمتعون به، طرح جريء يكشف مدى جدية تسلا في تجاوز عالم المركبات والطاقة.
غالبًا ما ينظر إلى المركبات والروبوتات ذاتية القيادة من زاوية الكفاءة أو خفض التكاليف، لكن تسلا تقدم منظورًا مختلفًا، معتبرة أن الاستقلالية يجب أن “تفيد البشرية بأكملها” عبر جعل الحياة أكثر أمانًا وسهولة، هدف سامٍ لكنه يثير تساؤلات حول مدى قدرة الشركة على التوفيق بين وعودها وأهدافها التجارية.
يتكرر هذا المفهوم مرارًا في الوثيقة، بالنسبة لتسلا يعني تسخير التكنولوجيا للقضاء على الندرة من خلال توسيع نطاق الطاقة النظيفة والروبوتات والاستقلالية، ورغم إقرارها بأن ذلك سيكون “بالغ الصعوبة”، ترى الشركة أنه الخطوة التالية بعد انطلاقتها مع Roadster، رؤية طموحة تظهر تسلا كقوة دافعة نحو الازدهار العالمي، لا مجرد مصنع سيارات كهربائية.