جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا

جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا .. في خطوة رائدة تعكس التوجه الاستراتيجي نحو تحديث منظومة التعليم العالي في مصر، أعلنت كلية الطب البيطري في جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا عن إطلاق مشروع تعليمي مبتكر يحمل اسم “الهيكل العظمي الناطق للحصان”، الذي يمثل نقلة نوعية في العملية التعليمية البيطرية، بفضل توظيفه للتكنولوجيا التفاعلية والذكاء الاصطناعي في شرح المحتوى العلمي بأساليب حديثة تتماشى مع متطلبات الجيل الرقمي.



المشروع الذي تم تطويره بقيادة الأستاذ الدكتور/ أنور الشافعي، أستاذ التشريح والأجنة ووكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، يُعد الأول من نوعه على مستوى الجامعات المصرية، ويستهدف تعزيز فهم الطلاب للتركيب التشريحي للحصان، وهو من الموضوعات الأساسية في التعليم البيطري، عبر منصة ذكية وتفاعلية تدمج بين النظرية والتطبيق.
كيف يعمل الهيكل العظمي الناطق للحصان؟
يعتمد المشروع على ربط أجزاء الهيكل العظمي للحصان برموز QR، يمكن للطلاب مسحها عبر هواتفهم المحمولة، ليتم عرض شرح صوتي ومرئي تفاعلي، يتضمن:
مقاطع فيديو تعليمية
رسوم ونماذج ثلاثية الأبعاد
مؤثرات صوتية توضيحية
ما يمنح الطلاب تجربة تعليمية غامرة وشاملة تساعدهم على الربط الفوري بين المعلومة النظرية والمجسم الواقعي. كما يُمكن للطلاب التفاعل مع المحتوى في أي وقت، سواء داخل المعمل أو عن بُعد، وهو ما يمثل دعمًا فعّالًا للتعلم الذاتي خارج حدود القاعة الدراسية.
نظام تقييم ذكي وتحليل الأداء الفردي
لم يقتصر الابتكار على المحتوى، بل امتد إلى تطوير نظام اختبارات إلكتروني ذكي يتفاعل مع أداء الطالب ويقدم له تغذية راجعة فورية، توضح مدى فهمه للمادة العلمية ونقاط القوة والضعف لديه. كما تم تضمين أدوات تحليل دقيقة لرصد:
مدة التفاعل مع كل جزء من الهيكل
دقة الإجابات في الاختبارات
معدل التقدم والتحصيل العلمي
وهو ما يُسهم في تحسين جودة العملية التعليمية ورفع كفاءة الطلاب قبيل تخرجهم من الكلية.
دعم إداري ورؤية استراتيجية للتحول الرقمي
وفي تعليقه على المشروع، قال الدكتور محمد ربيع ناصر، رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا:”نحن نؤمن أن التعليم القائم على التكنولوجيا هو الطريق نحو المستقبل، وما تحقق بكلية الطب البيطري يُعد نموذجًا لما يجب أن تكون عليه مؤسسات التعليم العالي. هذا المشروع ليس فقط إنجازًا علميًا، بل رسالة واضحة بأن جامعة الدلتا تُخرّج أجيالًا قادرة على الابتكار والإبداع.”
من جهته، أكد الدكتور يحيى عبدالعظيم المشد، رئيس جامعة الدلتا، أن المشروع يندرج ضمن توجه الجامعة نحو تحويل الفصول الدراسية إلى بيئات تعلم نشطة، تعتمد على التفاعل والمشاركة، وليس مجرد التلقين.
أما الدكتور علاء السيد عبدالغفار، عميد الكلية، فأوضح أن المشروع يُعد خطوة عملية لتحقيق هدف الكلية في إعداد خريج بيطري مؤهل علميًا وعمليًا، قادر على التعامل مع الحالات الواقعية بكفاءة، بفضل تدريب تشريحي مبني على الفهم العميق.
فريق عمل متعدد التخصصات لإنجاح المشروع
تميّز المشروع بدمج خبرات متعددة من تخصصات مختلفة داخل جامعة الدلتا، ما يعكس نجاح التكامل بين البحث العلمي والتكنولوجيا والتعليم. وضم الفريق البحثي كلًا من:
د/ عبير واصف – مدرس الأدب الإنجليزي ومدير وحدة الخدمة العامة
م. خالد الجيار – مدرس مساعد بقسم هندسة الاتصالات والإلكترونيات
م. عبدالله محمد – مهندس اتصالات ومطور Unity
ط.ب/ أسامة مشالي – معيد بقسم التشريح والأجنة
هذا التعاون بين الطب البيطري والهندسة واللغات وتكنولوجيا التعليم، يؤكد أن الابتكار الحقيقي لا يتحقق إلا عبر الانفتاح والتكامل بين التخصصات.
تعزيز جاهزية الخريجين لسوق العمل
يُعد مشروع الهيكل العظمي الناطق للحصان أحد الأدلة العملية على حرص جامعة الدلتا على مواءمة خريجيها مع احتياجات سوق العمل البيطري، خاصة في ظل الطلب المتزايد على المهارات التطبيقية والرقمية.
كما يُسهم المشروع في تقليل الفجوة بين التعليم النظري والتدريب العملي، ويمنح الطالب القدرة على التعلم في أي زمان ومكان، وهو ما يُعزز من استقلاليته في التعلّم ويرتقي بمستواه المهني والعلمي.
هل يبدأ عصر التعليم البيطري الذكي؟
إن نجاح هذا المشروع يفتح الباب أمام تعميم النماذج التفاعلية والذكية على باقي التخصصات داخل الكلية، بل ويمثل نموذجًا يُحتذى به على مستوى الجامعات المصرية والعربية التي تتطلع إلى تحديث مناهجها التعليمية.
ويؤكد القائمون على المشروع أن هناك خططًا مستقبلية لتوسيع التجربة لتشمل هياكل ناطقة لحيوانات أخرى، ما سيجعل من كلية الطب البيطري بجامعة الدلتا رائدًا في التعليم الذكي في مجال الطب البيطري.