دار الكتب تنظم ندوة بعنوان «النيل في تراثنا العربي»

دار الكتب تنظم ندوة بعنوان «النيل في تراثنا العربي»

أقامت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان «النيل في تراثنا العربي».

ألقى الدكتور أسامة طلعت محاضرة بعنوان «النيل في الوجدان المصري» وجاء فيها أن النيل هبة مصر وليست مصر هبة النيل كما ذكر هيرودوت؛ فالنيل طوله 6650 كم ويمر ب 11 دولة ولكن الحضارة الأقدم والأعرق قامت على ضفاف نيل مصر .

وقد أعطى الدكتور أسامة لمحة عن النيل عند المصريين القدماء حيث وصل لحد التقديس وكان حابي إله الفيضان والخير والسعادة، وجاء في أسطورة إيزيس وأوزوريس أن النيل تكون من دموع إيزيس بسبب حزنها على مقتل زوجها اوزيريس.

راقب المصريون القدماء جريان النهر وسجلوا مواعيد ودرجات فيضانه وانخفاضه بدقة لارتباطه بالزراعة ثم تحديد ما سيجبى من ضرائب على المحاصيل بناء على كميات المياه، كما نظموا الري لتعظيم الاستفادة من المياه.

ويظهر ذلك في نقوش المعابد والمقابر التي تصور الممارسات المرتبطة بالنيل والزراعة ومواسمها وهو ما زال موجودا في التقويم القبطي الحالي. وقد ارتبطت دورة حياة النيل بالرقم 7 من قبل قصة سيدنا يوسف. والتقويم القبطي هو تقويم شمسي يستخدمه الأقباط في مصر، ويعتمد على التقويم المصري القديم. يتكون التقويم القبطي من 13 شهرًا: 12 شهرًا مدة كل منها 30 يومًا، وشهر صغير يسمى شهر النسيء يضاف في نهاية السنة وعدد أيامه 5 أو 6 أيام حسب كونه سنة بسيطة أو كبيسة، وتم تقسيم الزراعة بناء على ذلك إلى ثلاثة مواسم وهو المعمول به حتى الآن.

وكان للنيل في العصر الإسلامي أهمية كبيرة أيضا يشهد عليها مقياس النيل القائم في المنيل إلى الآن. وأشار إلى الاحتفال بوفاء النيل ودور أسرة ابن أبي الرداد في تخليق المقياس والمواكب والاحتفالات. وكان يمسح المقياس بماء الورد احتفالا بوفاء النيل في حضور قضاة المذاهب الأربعة وقاضي القضاة.

كما شرح فكرة وفاء النيل حيث تشير إلى وصول منسوب النهر إلى ما يكفي الشرب والري لعام كامل. وكان موسم التحاريق قمة انخفاض النيل، بينما تم تعيين توقيت الوفاء في 15 أغسطس الموافق 8 أبيب من كل عام.

ويبلغ المنسوب المثالي للوفاء 16.5 ذراع (حوالي 8.5م) إن نقص عن ذلك شرق وإن زاد غرق وهى الكمية الكافية لعام.

وفي العصر الحديث ومع بناء الدولة اهتم محمد على بالقناطر الخيرية لتنظيم الرى وتم إنشاء خزان أسوان عام ١٩٠٦ لتخزين مياه الفيضان.

ويعد السد العالي من أضخم مشروعات القرن العشرين، كما أن المشروعات على ضفاف النيل لم تتوقف فهناك قناطر إسنا الجديدة، وقناطر أسيوط الجديدة 2022م، ومنذ أيام أعلن عن قرب انتهاء قناطر التقسيم في ديروط على ترعة الإبراهيمية وبحر يوسف الواصل لبني سويف ثم الفيوم.

وشارك في الندوة الدكتور حسام عبدالظاهر وتحدث حول «مخطوطات النيل العربية بدار الكتب المصرية»، حيث أكد أن المصريين هم الأحق بالنيل ودراسته فقد دخل إلى اللاهوت المصري القديم واهتموا بجغرافية النيل منذ عصر الأسرات. واهتم العرب الذين أقاموا في مصر بالكتابة عن نهر النيل دونا عن غيره.. وذكر أمثلة مثل صبح الأعشى، وبدائع الزهور حول تاريخ مصر والقاهرة وفيضان النيل ووفائه، وكتاب نهر النيل في المكتبة العربية. ومن أعمال مركز تاريخ مصر المعاصر أخبار نيل مصر وكتاب السيوطي كوكب الروضة.

أما المخطوطات فيوجد مخطوط «فوائد شتى في نقص النيل وفيضانه» رقم 213 مجاميع لابن رضوان. وخطط المقريزي، وحاول أمين سامي في كتاب تقويم النيل توثيق كل ما ورد من مخطوطات حول النيل. ومخطوط الفيض المجيد في أخبار النيل السعيد الذي يرجع إلى العصر العثماني لابن عبدالسلام وتناول فيه أسماء النيل ومقاييس النيل وخلافه.

وتحفل كشافات دار الكتب ورصيد المخطوطات على أعمال لا تحصى حول النيل بين الرسائل الصغيرة والكتب الضخمة. وترتكز المخطوطات على التراث المصري القديم وأعمال الجغرافيين الأوائل وكتابات الرحالة العرب.

وتحدث الدكتور محمد أبوالعز عبده ويتحدث عن «واقعة فيضان النيل في أدب الرسائل في العصر المملوكي.. رسالة فخر الدين بن مكانس نموذجا»، وكانت واقعة الفيضان شديدة الأهمية في تاريخ مصر وتلك الرسالة تتناول واقعة الفيضان في العصر المملوكي وهى من أبرع وأدق ما كتب في الفيضان. وقد كان شاعرا وجمع كثيرا من الشعر. وتناول البناء الفني للرسائل في العصر المملوكي وقد أحسن بن مكانس بداية رسالته بالسلام على نوح.

وفخر الدين بن مكانس هو أبوالفرج عبدالرحمن بن عبدالرزاق بن إبراهيم بن مكانس، من سلالة أسرة قيطية، ولد لأبيه سنة 745 بالقاهرة. وكان الأب مسلما كما يتضح من اسمه، وكان من الكتاب في الدواوين، فنشأ ابنه على غراره، وكان ذكيا ذا ملكة خصبة، فسال الشعر مبكرا على لسانه.

وصحب برهان الدين القيراطى وبدر الدين البشتكى الشاعر أحد تلاميذ ابن نباتة، وعنه روى شعره ونثره. وكان حنفى المذهب. واحتل سريعا مكانة أدبية بين أقرانه في القاهرة ودواوينها السلطانية.

أدار الندوة الدكتورة علياء إبراهيم شاهين الباحثة بمركز تحقيق التراث. وقام على تنظيمها مركز تحقيق التراث بالإدارة المركزية للمراكز العلمية برئاسة الدكتور أشرف قادوس وجاءت في إطار مبادرة وزارة الثقافة «النيل عنده كتير»، ومبادرة «مصر تتحدث عن نفسها» في شهر أغسطس 2025 تحت عنوان «إنتو قلب الحكاية».






تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *