
يشهد استخدام الإنترنت تحولًا جذريًا، وهو ما يثير قلقًا كبيرًا بين مبدعي المحتوى، كما صرح ماثيو برينس، الرئيس التنفيذي لشركة Cloudflare. حذر برينس في حديثه مع شبكة CNBC من تداعيات هذا التغير. مع تزايد اعتماد المستخدمين على الذكاء الاصطناعي للحصول على إجابات فورية، يلاحظ انخفاض في عدد الزيارات للمواقع الأصلية التي تنتج هذه المعلومات. هذا التحول له آثار مالية وخيمة على المبدعين الذين يعتمدون على الإعلانات والاشتراكات كمصادر دخل.
الذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبة
أكد برينس أن الاقتصاد الرقمي يتغير بشكل لا لبس فيه. التغيير لا يكمن في انخفاض عدد الباحثين على الإنترنت، بل في ازدياد الإجابات التي تقدمها محركات البحث مباشرة على صفحاتها. أدوات الذكاء الاصطناعي ومحركات البحث تقدم بشكل متزايد إجابات فورية دون الحاجة للرجوع إلى المصدر الأصلي للمعلومة.
تداعيات على مبدعي المحتوى
هذا الواقع يعني أن القراء أصبحوا أقل ميلاً للنقر على المقالات أو مقاطع الفيديو. يحرم هذا السلوك المبدعين من إيراداتهم الأساسية. أوضح برينس: “إذا كنت تعتمد على الاشتراكات أو الإعلانات أو أي نشاط آخر يدر دخلاً، فإن الزوار لن يروا تلك الإعلانات”. هذا يجعل مهمة مبدع المحتوى أصعب بكثير مما كانت عليه في السابق.
حماية المحتوى في مواجهة الروبوتات
للحفاظ على أعمالهم، اقترح برينس على مبدعي المحتوى اتخاذ إجراءات لمنع روبوتات الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى محتواهم مجانًا. يعتقد برينس أن هناك حاجة ماسة لتعاون بين منصات التكنولوجيا ومنتجي المحتوى. يجب أن يعمل الطرفان معًا لإنشاء أنظمة أكثر عدلاً وإنصافًا للجميع.
المحتوى الأصلي وقود الذكاء الاصطناعي
شدد برينس على أهمية المحتوى الأصلي، ووصفه بأنه “وقود محركات الذكاء الاصطناعي”. أكد أن هذا المحتوى يجب أن يُنتج لكي تعمل هذه المحركات بكفاءة. الحل المقترح هو تقييد الوصول إلى المحتوى. يجب على المبدعين خلق نوع من “الندرة” في المحتوى الخاص بهم. يمكنهم القول صراحة: “لن تحصل على محتواي إلا إذا دفعت لي مقابل إنشائه الأصلي”.
فرص جديدة لمبدعي المحتوى المتميزين
على الرغم من التحذيرات، يرى برينس أيضًا فرصًا واعدة. هذه الفرص متاحة بشكل خاص للمبدعين الذين ينتجون أعمالًا قوية وأصلية. قال: “أعتقد أن المحتوى الأصلي عالي القيمة سيكون أكثر قيمة في المستقبل”.
تأتي تعليقات برينس في خضم نقاش متزايد حول كيفية تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. يتناول النقاش أيضًا كيفية استخدام هذه الأنظمة للمحتوى المتاح على الويب. بالفعل، حظر العديد من الناشرين برامج تتبع الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى مواقعهم. بينما يتفاوض آخرون على اتفاقيات ترخيص مع شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى.