
حينما تنساب الكلمات العذبة على لسان فنان مبدع، وعبر موسيقى قامات الملحنين، اعرف أنك فى حضرة الطرب والفن الراقي الأصيل، ضمن ليالي دار الأوبرا المصرية التى ترعى الإبداع، وتحتضن عشاق الفنون، أقيم مساء الخميس الماضي الحفل السادس للمشروع الغنائي الكبير “100 سنة غنا”، والذى تبناه الفنان الكبير على الحجار، ويقدم فى كل ليلة احتفالاً بقامة إبداعية كبيرة، بدأت بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ثم محمد فوزي، وبليغ حمدي، وفريد الأطرش، وأحمد الحجار.
الخال عبد الرحمن الأبنودى كان بطل حكاية الحفل السادس، فما بين أغانٍ وطنية وعاطفية ومواويل، يحكي الأبنودى بصوته حكاية كل منها، وكيف خرجت إلى النور، حتى أغنية “عيون القلب” التى تغنت بها الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة، والتى ظلت حبيسة الأدراج لمدة 11عامًا، كما حكى شاعرنا الكبير، وعن نجاة قال “طلبت منى كلمات لتغنيها فقلت لها إن كلمات هذه الأغنية جديدة ومختلفة عما تقدمه”، وأضاف “يقولون عنها إنها تحب التدقيق فى تفاصيل كلمات كل أغنية، ولكني أرى أنها تحب فنها وتحرص على خروجه بشكل لائق”، وأكد “أنها اعترضت على كلمة “تشبع” فى المقطع الذى يقول “وهو عيونه تشبع نوم وأنا رمشي ما داق النوم”، وقالت إن الشبع متعلق بالأكل والشرب وليس النوم، ولكني أقتنعتها بأن اللفظ هو الأكثر تعبيرًا عن الحالة”.
مفاجأة الحفل كانت آية ابنة الأبنودى التى أبدعت فى إلقاء قصيدته “يامنه” وسط تصفيق حاد من الجمهور احتفاء بالشاعر الراحل والقصيدة.
و2 / 3
“ولله شبت يا عبد الرحمان. عجزت يا واد؟ مسرع؟ ميتا وكيف؟ عاد اللى يعجز فى بلاده. غير اللى يعجز ضيف”..
تنوعت أعمال الأبنودي التى ستظل محفورة في وجدان المصريين، لأنها جزءٌ من تراثهم، من الأغنيات الوطنية التي استلهمها من معايشته للواقع ومنها “عدى النهار”، وهى أول أغنية غناها عبد الحليم حافظ بعد نكسة ١٩٦٧، وبدأ الأبنودى كتابة هذه الأغنية من وحى اللحظة فى حضور عبد الحليم، بعبارة “عدى النهار” حتى وصل إلى عبارة “أبو النجوم الدابلانين” وهكذا، وكانت هذه الأغنية ضمن ما اختتم به الحجار الحفل وسط استحسان كبير من جمهور المسرح الكبير بدار الأوبرا الذى رفع لافتة كامل العدد.