كان بنينو أكينو من أشهر رجال المعارضة في الفلبين، وفوق هذا كان من أقوى المرشحين للرئاسة، ولهذا تم التضييق عليه بواسطة الجيش السرى الخاص بالرئيس ماركوس، واعتقل دون محاكمة لاتهامه بالانتماء لجماعات تخريبية للإطاحة بنظام ماركوس.
وأضرب «أكينو» عن الطعام شهرًا كاملًا، ونُقل إلى المستشفى وتعاطف معه الشعب واندلعت المظاهرات وعم الإضراب أنحاء البلاد، خصوصاً بعد أن أصدرت المحكمة العسكرية حكماً بإعدامه في عام 1975، ولم ينفذ الحكم لخوف ماركوس من مغبة الأمر، وفى عام 1978 تم نفيه إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهناك أعلن المقاومة وعلى أثر ذلك عمت الفوضى والمظاهرات والعصيان المدنى الفلبين.
وقرر الرئيس «ماركوس» التفاهم مع «أكينو» في منفاه لإقناعه بالعودة إلى الفلبين والمشاركة في الحكم وفى طريق عودته توجه أولاً إلى ماليزيا وهناك نصحوه بارتداء قميص واق من الرصاص وزودوه بوفد صحفى وطاقم من المصورين السينمائيين لتسجيل ذلك الحدث التاريخى، وفى الواحدة ظهراً، و«زي النهارده» في 21 أغسطس 1983، وصلت الطائرة المقلة لـ«أكينو» ومرافقيه إلى مطار مانيلا، وكان الآلاف في انتظاره.
ثم صعد إلى الطائرة ثلاثة من رجال الأمن وطلبوا منه أن يقوم بالنزول من الباب الخلفى للطائرة،وعند سلم النزول أطلقوا رصاصة على مؤخرة رأسه فمات من فوره، ثم قام حرس المطار بقتل من قتله لإخفاء معالم الجريمة.
وبعد اغتيال «أكينو» برز نجم زوجته كوارزون أكينو التي سارت على نهجه إلى أن صارت زعيمة للثورة التي أطاحت بالطاغية فرديناند ماركوس في عام 1986، وأنهت حكمه الديكتاتورى الذي استمر عشرين عاما، وانتهى الأمر بوصولها لسدة الرئاسة.