
نظرت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس اليوم السبت، أولى جلسات محاكمة 28 متهمًا من بينهم المنتجة سارة خليفة حمادة، لاتهامهم بتشكيل تنظيم إجرامي تخصص في استيراد المواد الخام المستخدمة في تخليق وتصنيع المواد المخدرة بقصد الاتجار.
وخلال الجلسة، توارت سارة عن الأنظار داخل القفص محاولة الاختباء بين باقي المتهمين، إلا أنها اضطرت للتقدم إلى المقدمة عند مناداة اسمها لسؤالها عن التهم المنسوبة إليها، فأنزلت الكمامة عن وجهها وهي تبكي وتلتقط أنفاسها بصعوبة، مرتدية زي السجن الأبيض وحجابًا غطى نصف عينيها مع كمامة زرقاء.
ووجّه إليها رئيس المحكمة سؤالًا مباشرًا: «هل قمتِ بتكوين تشكيل عصابي لتصنيع وتخليق المخدرات؟»، فردت باكية: «أقسم بالله ما حصل يا ريس»، نافية جميع الاتهامات الموجهة إليها.
بينما توالت الأسئلة تباعًا إلى باقي المتهمين حول ما نُسب إليهم من اتهامات، فجاءت ردودهم جميعًا بالإنكار، مع تقديم مبررات مختلفة لدحض التهم.
حيث أكد المتهم الأول أنه كان مقيد الحرية ومحجوزًا على ذمة قضية أخرى وقت وقوع الأحداث، فيما أنكر المتهم السادس عشر معرفته ببقية المتهمين موضحًا أنه لا صلة له بالقضية سوى أنه باع سيارته عبر إحدى المنصات الإلكترونية إلى أحد المتهمين، الذي استُخدمت لاحقًا في نقل المواد المخدرة.
بينما أوضح أحد المتهمين من جنسية عربية أنه يقيم في مصر منذ عشر سنوات ويعمل فقط في مجال تسهيل تأشيرات السفر، كما قالت إحدى المتهمات، وهي ربة منزل، إنها كانت متواجدة في الإسكندرية وقت الضبط، مؤكدة أنها لا تعرف حتى كيف تكون شكل المخدرات.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة في وقت سابق أن المتهمين شكّلوا منظمة إجرامية يتزعمها بعضهم، استهدفت تصنيع المواد المخدرة المُخلقة بقصد الاتجار، عبر استيراد المواد الخام من الخارج، حيث توزعت الأدوار بينهم ما بين الجلب والتصنيع والترويج، واتخذوا من أحد العقارات السكنية مقرًا لتخزين تلك المواد وتصنيعها.
وأوضحت التحقيقات أن إجمالي المضبوطات بلغ أكثر من 750 كيلوغرامًا من المواد المخدرة المُخلقة والمواد الخام الداخلة في تصنيعها، مشيرة إلى أن النيابة أصدرت قرارات عاجلة بحصر ممتلكات المتهمين، والكشف عن سرية حساباتهم البنكية، والتحفظ على أموالهم، إلى جانب إدراج متهمين هاربين على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول.
كما تضمن قرار الإحالة الاستناد إلى أقوال 20 شاهدًا وأدلة فنية ورقمية، بينها محادثات وصور ومقاطع مصورة وثّقت النشاط الإجرامي للمتهمين.
وتعود بداية القضية إلى ورود معلومات لقطاع مكافحة المخدرات عن نشاط مشبوه مرتبط بسارة خليفة، أسفرت عن مداهمة شقتين سكنيتين بالقاهرة، إحداهما تخصها، واستخدامهما كمعامل سرية لتصنيع مخدر “البودرة” (الحشيش الصناعي)، حيث تم ضبط كميات ضخمة من المواد المخدرة والمواد الخام تزن نحو 750 كيلوغرامًا، إضافة إلى مبالغ مالية.
ووفقًا للتحقيقات، تولت سارة خليفة دورًا محوريًا في تمويل العمليات، والسفر للخارج لتنسيق استيراد المواد الخام من الصين بالتعاون مع متهمين هاربين، فضلًا عن إدارتها لعمليات التصنيع والتجريب قبل التوزيع.