
قررت وزارة التربية والتعليم إدراج قصة الشهيد النقيب عمر القاضي، ابن قرية شما التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، ضمن محتوى اللغة العربية المقرر على طلاب الصف الثاني الإعدادي، جاء هذا القرار في إطار سعي الوزارة لغرس القيم الوطنية وتعريف الأجيال الجديدة بتضحيات أبطال مصر الذين واجهوا الإرهاب بقلوب لا تعرف الخوف.
استُشهد عمر القاضي خلال تصديه لهجوم إرهابي استهدف كمين «البطل 14» بمدينة العريش في شمال سيناء، وذلك في صباح يوم عيد الفطر عام 2019، ومنذ ذلك اليوم ارتبط اسمه ببطولة استثنائية في وجه قوى الظلام، ولقّبه زملاؤه وقياداته بـ«شهيد العيد»، لما أظهره من شجاعة وإصرار في الدفاع عن أرض الوطن حتى الرمق الأخير.
وأوضحت الوزارة أن الهدف من إدراج قصة الشهيد في المنهج الدراسي هو ترسيخ معاني الشجاعة والتضحية والانتماء للوطن في نفوس الطلاب، بالإضافة إلى تعريفهم بالبطولات الحقيقية التي سطرها أبناء مصر بدمائهم، كما يأتي هذا التوجه ضمن جهود الدولة لإحياء الذاكرة الوطنية وتخليد سيرة الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً لأمن الوطن وسلامته.
تبدأ القصة التي نُشرت في منهج اللغة العربية للصف الثاني الإعدادي بمشهد مليء بالمشاعر، حيث تعم أجواء العيد من فرحة وتكبيرات في أنحاء مصر، فيما يقف الأبطال في سيناء على أهبة الاستعداد، يحرسون الأرض بكل بسالة، ومن بينهم كان النقيب عمر القاضي، الذي التحق بالشرطة بعد تخرجه في الكلية الحربية عام 2017، وانضم إلى قطاع الأمن المركزي قبل أن ينتقل إلى شمال سيناء، حيث واجه مع زملائه الموت في أكثر معاقله خطورة.
خلال الهجوم الإرهابي على كمين البطل 14، أظهر القاضي بطولة نادرة، إذ طلب من زميله أن يوجّه ضربات للكمين للقضاء على العناصر الإرهابية، حتى وإن كان ذلك سيؤدي إلى استشهاده، وفي تسجيل صوتي مؤثر، أعلن أنه أصيب بثلاث طلقات وأنه في طريقه إلى الشهادة، كما كان ينادي متحديًا الإرهابيين قائلًا: «لو تعرف تعالا يالا قرب هنا»، ليكتب بدمه آخر فصول البطولة.


«محدش ينساني يا جدعان».. كانت تلك كلمات الشهيد الأخيرة التي تركها وصيةً محفورة في وجدان من عرفه ومن سمع قصته، واليوم تحقق وزارة التربية والتعليم أمنيته، بأن تظل ذكراه حية في عقول الطلاب، ويعرف كل طفل مصري من هو عمر القاضي وما دفعه لتقديم روحه فداءً للوطن.
ووسط مشاعر مختلطة من الفخر والحزن، تحدثت والدة الشهيد عمرو القاضي عن نجلها الذي لطالما تمنى الشهادة، مؤكدةً خلال لقاء تلفزيوني سابق أنه كان يعبّر دائمًا عن رغبته في لقاء ربه شهيدًا، وكان يكتب على حساباته الشخصية عبارات تعكس استعداده للرحيل في أي لحظة، ومنها: «لكل أجل كتاب، عيّدوا أنتم وأنا هستناكم هنا»، و«ربما الموت يقترب مني وأنا لا أشعر به.. لطفك يا الله في سكرة موتي أن تكون خاتمتي حسنة ثم الجنة».