
كشف الفنان طارق النهري، في لقاء مؤثر مع الإعلامية آية عبدالرحمن ببرنامج «ستوديو إكسترا» على قناة إكسترا نيوز، عن تفاصيل أصعب فترات حياته أثناء قضائه عقوبة السجن في قضية حريق المجمع العلمي، مؤكدًا أن تلك التجربة كانت بمثابة اختبار قاسي وضعه أمام مشاعر اليأس والقسوة منذ لحظة دخوله الزنزانة.
وقال النهري إن أول أيامه في السجن جعلته يشعر وكأنه ودع الحياة، لافتًا إلى أن الزيارات العائلية، رغم أهميتها، لم تستطع أن تُخفف من ثقل التجربة في بدايتها. لكنه أوضح أن الأمل تجسد في زيارات ابنته ياسمين، التي كانت تأتي خصيصًا من إيرلندا إلى مصر كل شهر لرؤيته، معتبرًا أن دقائق اللقاء القليلة كانت بالنسبة له حياة كاملة. وأضاف: «ثلث ساعة مع ياسمين كانت كافية أن تُخرجني من جدران السجن، وتعيد لي شعور الحرية ولو للحظات».
وأشار الفنان إلى أن تعاون بعض المسؤولين داخل السجن سمح أحيانًا بتمديد مدة الزيارة لتقترب من الساعة، إلى جانب السماح له بقراءة الكتب، وهو ما ساعده على مواجهة العزلة والفراغ. وأكد أن هذه اللحظات البسيطة صنعت له طاقة من الصبر ومنحته القدرة على التحمل.
وبصوت تغلبه الدموع، وصف النهري لحظة الإفراج عنه بموجب العفو الرئاسي بأنها «نفحة ربانية»، قائلًا: «كأن الله منحني فرصة ثانية للحياة بعد شهور من الظلام والانتظار». وأوضح أن التجربة غيرت نظرته إلى الحياة، وعلمته قيمة الحرية والروابط الإنسانية، خاصة دعم ابنته الذي كان بالنسبة له مصدر قوة لا ينضب.
وأكد أن السجن جعله أكثر وعيًا بالواقع الاجتماعي والإنساني، وأكثر تقديرًا لقيمة الصبر والإيمان، مشددًا على أن أي إنسان يمكنه مواجهة أقسى المحن بالإرادة والثقة بالله. كما أعرب عن امتنانه لكل من دعمه ووقف بجانبه في تلك الفترة، معتبرًا أن الإفراج عنه لم يكن نهاية مرحلة فقط، بل بداية جديدة مليئة بالدروس والمعاني.
واختتم النهري حديثه قائلًا إن لقاءاته مع ابنته كانت دائمًا بمثابة «بصيص النور» وسط العتمة، وأن تلك التجربة، رغم قسوتها، ستبقى جزءًا مهمًا من حياته، لكنها علمته أن يقدّر الحرية أكثر من أي وقت مضى، وأن يتمسك بالحياة بتفاؤل أكبر في المستقبل.