
بعد اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي لـ أنس الشريف مراسل الجزيرة في قطاع غزة، أمس، بث أفيخاي أدرعي الناطق العربي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي 4 مقاطع فيديو لتأكيد مزاعم إسرائيل بأن الشريف لا يمثل غزة وأن تغطيته لصالح أنشطة حماس والجهاد الإسلامي.
وفي السطور التالية، تتبع قسم صحافة البيانات، بـ«المصري اليوم»، أبرز ملامح حملة التشويه التي قام بها الجيش الاحتلال الإسرائيلي حول الصحفي أنس الشريف، مستندًا في ذلك إلى البحث المتقدم عبر محرك جوجل.
البداية كانت في 22 نوفمبر 2023، عندما أعلن الصحفي أنس الشريف عبر فيديو مسجل تلقيه عدة اتصالات تهديد من ضباط جيش الاحتلال تتوعده بالقتل والتصفية إن لم يتوقف عن تغطياته للحرب في القطاع ومغادرته أراضي غزة.
كما أعلن أيضا تلقيه عدة رسائل وتسجيلات صوتية عبر واتساب لتحديد مكانه؛ ليؤكد الشريف أنه لن يستجيب إلى كل هذه التهديدات وأنه سيواصل تغطيته الصحفية كالمعتاد.
ثم في ديسمبر من العام ذاته، قصف الاحتلال الإسرائيلي منزل الشريف، ما أسفر عن وفاة والده البالغ من العمر 65 عامًا، لكن الشريف استمر في التغطية.
وفي 10 أغسطس 2024، تعمد أفيخاي أدرعي الناطق العربي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي تشوية الدور الإعلامي والتغطية الصحفية التي يقوم بها أنس الشريف حول المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في مسجد التابعين بحي الدرج في غزة؛ متهمًا إياه بالكذب.
ثم في 23 أكتوبر من العام ذاته، بث أدرعي مقطع فيديو عبر فيسبوك مدته دقيقة، اتهم فيه الشريف بأنه ناشطًا في الجناح العسكري لحماس والجهاد الإسلامي؛ وزعم انضمامه إلى كتيبة شرق جباليا في ديسمبر 2013 ومقاتل في سرية النخبة التابعتين لحماس.
وفي اليوم ذاته، بث أفيخاي مقطع فيديو آخر يواصل فيه زعمه أن الصحفيين الذين انضموا للجزيرة وقت الحرب، هم: أنس الشريف قائد خلية صواريخ في حماس، علاء سلامة نائب قائد الإعلام العسكري للجهاد الإسلامي، حسام شبات، أشرف السراج، اسماعيل أبوعمر، وطلال العروقي، هم في قادة ونشطاء في تنظيمات إرهابية.
واستمر أفيخاي، في اتهامه لـ الشريف حول تغطياته لأنشطة حماس، حينما علق على تغريدة نشرها الأخير في 21 ديسمبر 2024، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي إكس أكد فيها أنه من مخيم جباليا، قائلًا: «أنت يا أنس من مخيم جباليا من كتيبة شرق جباليا.. انهارت الكتيبة فوجدت بيتًا حميمًا في بوق حماس الإرهابي وبقيت لديكم فقط نشر الأكاذيب عن بطولات وهمية كاذبة».
وبمرور 6 أيام أخرى، ظهر تناقض أفيخاي، حين نشر مقطع صوت زعم أنه لـ «الشريف» بحديثه عن الهدنة والمفاوضات وإقراره أن حماس التي تأخذ القرارات باسمهم هي المسؤولة عن الوضع في شمال غزة، متهمًا الشريف بأنه يزيف انتصاراتهم كل صباح، وأكد الشريف حينها عبر صفحته الرسمية عبر إكس بأن المقطع الذي تداوله الاحتلال مفبرك، لكن أفيخاي لم ييأس من تكذيبه وقام بنشر مقطع فيديو آخر في اليوم التالي يتهم فيه الشريف بالاتهام ذاته.
ثم في 12 يوليو 2025، اتهم أفيخاي «الشريف» بالكذب والتضليل في تغطيته الإعلامية وأنه مروج لأجندة إعلامية خاصة؛ جاء ذلك ردًا على تغريدة نشرها الأخير يؤيد فيها وقف إطلاق النار؛ نظرًا لمأساة قطاع غزة مناشدًا إنقاذ ما تبقى منها.
وأعلن ناصر أبوبكر، نقيب الصحفيين الفلسطينيين، اليوم، تقدم الشريف بإفادة له حول تهديده من الاحتلال؛ مؤكدًا أن الإفادة مكتوبة لديهم.
وأخيرًا، زعمت قوات الدفاع الإسرائيلية في بيانها، اليوم، أن الشريف انتحل صفة صحفي في قناة الجزيرة، شنّ هجمات صاروخية متطورة على المدنيين الإسرائيليين وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي، واصفًة إياه بـ «إرهابي حماس»، مستعينة في ذلك بمعلومات استخبارية، بما في ذلك قوائم الأسماء وقوائم تدريب الإرهابيين وسجلات الرواتب، ما أثار غضب الجمهور في التعليقات، موجهين مسؤولية ذلك لجنود الاحتلال.
وأعربت لجنة حماية الصحفيين، في نيويورك، سابقًا، عن قلقها البالغ على حياة مراسل الجزيرة أنس الشريف بعد تهديدات إسرائيلية مباشرة، كذلك لجنة حماية الصحفيين (CPJ) والتي أكدت أن حياة الشريف باتت في خطر شديد، مشيرةً إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يُستهدف فيها من قبل الجيش الإسرائيلي، داعيةً المجتمع الدولي إلى التدخل لحمايته.