
قال الكاتب الصحفي علاء الغطريفي، رئيس تحرير« المصري اليوم»، إن الدعوة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتطوير الإعلام والصحافة، بادرة لابد من التعامل معها واستغلالها والبناء عليها بشكل متدرج وليس بالعجلة، موضحًا أن العجلة تضيع الكثير من الفرص إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
وأضاف رئيس تحرير« المصري اليوم»، خلال كلمته بمؤتمر وضع خارطة تطوير المهنة بنقابة الصحفيين، بحضورعدد من رؤساء التحرير ونقيب الإعلاميين، أن المحتوى يؤدي الي الاقتصاد، والاقتصاد يؤدي للمحتوى، لافتا إلى أن هناك تحديًا ثلاثيًا يواجه المهنة أولها تطوير المحتوى والمنافسة، والثاني التطور التكنولوجي نفسه وتغيره السريع، وايجاد مصادر جديدة للإيرادات.
وأشار «الغطريفي» إلى أن 92% من حركة البحث حول العالم يحتكرها «جوجل»، وهو الوسيط بيننا وبين القراء، مشيرا ألى أن المحتكر قرر إضافة خصائص جديدة فى البحث، من خلال عمل تجربة بحث توليدية ناقصة وهي «Ai mood»، وهي خاصية جديدة اضافتها جوجل للبحث.
وتابع: «الصحافة والإعلام حول العالم تعاني من مشكلة التكنولوجيا وابتلاع الانترنت، بالإضافة إلى جزء أخر متعلق باحتكار الإعلانات».
ولفت إلى تداعي نماذج الأعمال التقليدية في الاعلام، والحديث هنا عن النموذج الذي يبقى ويستديم، وليس مؤسسات الخدمة الوطنية لانها أمن قومي والحفاظ عليها ضرورة مهمة، مؤكدا أن الصحافة الجيدة هي ما سيبقي ويظل.
وأكد أن المشكلة ليست في توليد المحتوى بل بالتحقق منه، مضيفا كيف نبحث عن البقاء والاستدامة وانت لم تجدد على مدار السنين غرفة اخبار، فهذه أمور لابد من مراعاتها في المهنة المنضبطة التي تتسم بالمعيارية وتعبر عن هموم وطنها وفقا لما يتاح لها من معلومات .
وأكد «الغطريفي» أن هناك العديد من الصحف القومية لديها القدرة على الاستمرار، ففكرة التعميم على انتهاء بعض المؤسسات غير موجودة.
واقترح الغطريفي وجود مظلة تجمع النقابة والمجلس الاعلي للإعلام للتعامل مع اشكالية تراخيص المحتوى، والذي يستخدم من قبل عمالقة الانترنت حول العالم.
وفيما يتعلق بنماذج الأعمال، أوضح أن العالم أجمع يحصل على إيراد من الإعلانات.
وأشار إلى أن السوق المصرية، اصبحت مستهدفة من قبل المنصات، لافتا الى ان هناك منصات خليجية ثلث مشاهداتها تأتي من السوق المصرية، لذلك فإن تطوير المحتوى ضرورة لتطوير المهنة، منوها إلى ضرورة ايجاد مصادر ايرادات أخرى مثل ما فعلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، التي غيرت شكلها من صحيفة عادية الى رقمية لتبقى وتستديم.
واختتم: «أنا ضد مقولة إن الصحافة انتهت، ممكن يحدث لبعض المؤسسات، ولكن هناك مؤسسات متمسكة بمعايير المهنة وضوابطها، رغم جميع سياقات المعاندة وصياغات الزمان»، لافتًا إلى أن مخرجات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين عظيمة ويمكن البناء عليها، ومشددا أن قيمة الحوار لابد ان تبقى، وكذلك التوقف عن التشكيك في كل شئ.