عنصرية واضحة.. البيت الأبيض يتجاهل الرد على رسائل “الإيميل” لسبب غريب

عنصرية واضحة.. البيت الأبيض يتجاهل الرد على رسائل “الإيميل” لسبب غريب


الثلاثاء 15 ابريل 2025 | 07:14 مساءً

في تحول كبير لسياسة تعاملات البيت الأبيض مع الصحفيين، تبنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سياسة جديدة تتعلق بتجاهل البيت الأبيض الرد على رسائل البريد الإلكتروني من الصحافيين الذين يضعون ضمائر هويتهم الجندرية في توقيعاتهم، مثل (He/Him).

إدارة ترامب تتجاهل رسائل الصحافيين

وأثارت هذه السياسة موجة من الجدل الحاد بين مؤيدين يرون فيها موقفًا مبدئيًا من قضايا “الهوية الزائفة”، ومعارضين اعتبروها تراجعاً عن قيم الشفافية وحرية الصحافة.

في غضون ذلك، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن المكتب الصحافي في البيت الأبيض امتنع عن الرد على استفسارات من صحافيين تضم تواقيعهم ضمائر تشير إلى هوية جندرية، معتبراً ذلك “إنكاراً للواقع البيولوجي”. وقد تبنّى مسؤولون في مؤسسات حكومية أخرى توجهاً مشابهاً، ما فتح بابًا واسعًا للنقاش حول أخلاقيات التواصل المؤسسي وحدود الحياد السياسي.

تبريرات من الإدارة وأصوات مؤيدة

بدورها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن وجود الضمائر في التوقيع يُعدّ مؤشراً على غياب النزاهة الصحافية، قائلة: “أي صحافي يختار وضع الضمائر لا يكترث بالحقيقة، وبالتالي لا يمكن الوثوق به لكتابة تقرير نزيه”.

وعبّرت مراسلة البيت الأبيض في The Daily Wire ماري مارغريت أولاهان، عن دعمها للموقف، واعتبرت أن تلك الضمائر تمثل “تصريحًا سياسيًا” لا يتناسب مع السياقات المهنية، وفق تقرير لـ “فوكس نيوز”.

في حين رأى صحافيون آخرون أن السياسة أقرب إلى المزاح منها إلى التقييد الحقيقي، مشيرين إلى أن طرق التواصل أصبحت أكثر تنوعًا، مثل الرسائل النصية أو تطبيقات مشفرة كـ”سيجنال”.

انتقادات حادة واتهامات بالتنمر

في المقابل، واجهت هذه السياسة انتقادات لاذعة من منابر إعلامية وشخصيات عامة. فقد اعتبرت “نيويورك تايمز” أن الامتناع عن الرد لمجرد استخدام الصحافي لضُمير جندري يمثل “ذريعة للتهرب” من الأسئلة الصعبة، ويتنافى مع مبدأ الشفافية في المؤسسات الديمقراطية. ووصف متحدث باسم الصحيفة هذا التوجه بأنه “مقلق وغريب”.

أما نائب المتحدث باسم البيت الأبيض في إدارة بايدن، أندرو بيتس، فربط بين هذه الممارسات ومحاولة التغطية على إخفاقات ترامب الاقتصادية، قائلًا: “البيت الأبيض يحاول تشتيت الانتباه عن الضرائب المرتفعة والتضخم، عبر التنمر على صحافيين فقط لأنهم يظهرون احترامًا لهوياتهم”.

من جانبها، دعت المحللة السياسية ليزلي مارشال البيت الأبيض للتركيز على القضايا الجوهرية التي تهم المواطن الأميركي، قائلة إن قضايا مثل استخدام الضمائر “لا تشغل الموائد الأميركية”، وإن استهداف الأفراد بناءً على توقيع بريد إلكتروني يبعث برسائل سلبية عن توجه الإدارة.

سياسة أوسع تجاه الهوية الجندرية

هذا الجدل ليس بمعزل عن النهج العام الذي تبنته إدارة ترامب تجاه قضايا الهوية الجندرية. فقد سبق وأن أصدرت أوامر تنفيذية تقيد من حقوق المتحولين جنسياً، شملت منعهم من الخدمة في الجيش، ومنع النساء المتحولات من المشاركة في مسابقات رياضية نسائية، بالإضافة إلى حذف مصطلحات تتعلق بالجندر من وثائق رسمية فدرالية.

ورغم التناقضات، فإن بعض الصحافيين أشاروا إلى أنهم تلقوا ردودًا من مسؤولي البيت الأبيض رغم استخدامهم للضمائر، ما يعكس تبايناً في تطبيق هذه السياسة.

تثير هذه القضية أسئلة أعمق حول العلاقة بين حرية التعبير، والهوية الفردية، والمعايير المؤسسية في الولايات المتحدة. وبينما يعتبر بعض المسؤولين استخدام الضمائر موقفًا أيديولوجيًا يستوجب التجاهل، يرى آخرون أن احترام التنوع الجندري ليس فقط تعبيرًا عن اللياقة، بل ضرورة لتعزيز شمولية العمل الإعلامي.

نقلا عن الجريدة العقارية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *