فريق علمي من محميات البحر الأحمر يرصد تراجع ظاهرة «ابيضاض» الشعاب المرجانية

فريق علمي من محميات البحر الأحمر يرصد تراجع ظاهرة «ابيضاض» الشعاب المرجانية

كشفت نتائج الرصد البيئي لفريق علمي متخصص من باحثي البيئة بمحميات البحر الأحمر بقيادة الدكتور أحمد غلاب، مدير عام المحميات، عن عدم تأثر الشعاب المرجانية بالموجات الحرارية هذا الصيف مقارنة بعامي 2023 و2024.

وتبين تعافي معظم الشعاب المرجانية بمحمية الجزر الشمالية من ظاهرة الابيضاض ضمن البرنامج السنوي للرصد. وشمل البرنامج إجراء تقييم ومسح بعدد من المواقع بمحمية الجزر الشمالية، وأظهر أن الشعاب لم تتأثر بارتفاع درجات الحرارة كما حدث في الأعوام السابقة، وذلك نتيجة لتراجع فترة ارتفاع حرارة سطح البحر هذا العام.

وأظهرت مؤشرات المسح عودة معظم المستعمرات المرجانية المتأثرة سابقًا إلى حالتها الطبيعية، بما يعكس مرونتها العالية أمام تغير المناخ وعلى الرغم من أن التغير المناخي العالمي يظل الخطر الأكبر الذي يهدد الشعاب المرجانية في البحار والمحيطات، إلا أن تجربة صيف البحر الأحمر هذا العام أثبتت أن هذه الشعاب المرجانية ما زالت تملك القدرة على المقاومة إذا ما توافرت الظروف البيئية المناسبة، ما يجعلها ثروة طبيعية لا تقدر بثمن تستحق المزيد من الحماية والرعاية.

وأكدت فرق الباحثين والغواصين أن أعمال الرصد الميداني هذا الصيف أظهرت نتائج إيجابية بشأن حالة الشعاب المرجانية، إذ تراجعت معدلات تأثرها بظاهرة «الابيضاض» مقارنة بصيف 2024، وهو ما يعكس قدرة النظام البيئي البحري بالبحر الأحمر على التكيف مع الظروف المناخية.

وأرجع الفريق العلمي هذه النتائج إلى عدة عوامل، أبرزها انخفاض معدلات درجات الحرارة السطحية لمياه البحر خلال الصيف مقارنة بالعام الماضي، حيث لم تُسجّل ارتفاعات حادة أو طويلة الأمد كما حدث سابقًا، الأمر الذي قلّل من فترات الإجهاد الحراري التي تؤدي عادةً إلى فقدان الطحالب التكافلية المسؤولة عن ألوان وحياة الشعاب. كذلك ساهم قِصر مدة الموجات الحارة وعدم استمرارها لأسابيع طويلة في إتاحة الفرصة للشعاب لاستعادة نشاطها وقدرتها على التوازن.

وأوضح خبراء البيئة البحرية أن هذه النتائج تبعث برسائل تفاؤل مهمة للقطاع السياحي والبيئي معًا، باعتبار أن الشعاب المرجانية من الركائز الأساسية للجذب السياحي في البحر الأحمر. لكنهم شددوا في الوقت نفسه على أن انخفاض معدلات الابيضاض لا يعني غياب التهديدات، بل يتطلب تكثيف جهود نشر الوعي البيئي وتوسيع برامج المراقبة المستمرة لحماية الشعاب وتعزيز قدرتها الطبيعية على المقاومة والتجدد.

وفي هذا السياق، قال الدكتور الدوشي مهدي، الأستاذ بكلية العلوم – جامعة الأزهر بأسيوط، إن قدرة بعض الأنواع المرجانية على تطوير آليات تكيف طبيعية مع درجات الحرارة لعبت دورًا مهمًا في الحد من تأثير الابيضاض. وأضاف أن مواقع مثل «شعب السقالة» و«أبورمادة» بالغردقة و«شعب مرسى مبارك» بمرسى علم أظهرت مؤشرات واضحة على مرونة بيئية أفضل، بل وتم رصد تعافٍ جزئي في أجزاء كانت متضررة العام الماضي. وأكد أن انخفاض التأثر هذا الصيف يمثل فرصة ذهبية لتعزيز جهود الحماية، سواء عبر نشر الوعي البيئي بين السائحين والعاملين بالأنشطة البحرية، أو بتوسيع نطاق استخدام الشمندورات لحماية الشعاب من المراس العشوائية، إلى جانب تفعيل برامج المتابعة المستمرة.

كما أوضح أيمن طاهر، خبير البيئة البحرية والغوص، أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر تُعد من الأكثر تحمّلًا عالميًا لتغير المناخ، وما شهده الصيف الحالي من انخفاض نسب الابيضاض يثبت أن النظام البيئي لا يزال قادرًا على المقاومة والتأقلم إذا توافرت الظروف المناسبة وجرى تقليل الضغوط البشرية. لكنه حذر في الوقت ذاته من أن هذه النتائج لا تعني انتهاء المخاطر، فظاهرة الابيضاض مرتبطة بالتغيرات المناخية العالمية، وأي موجات حرارية طويلة في المستقبل قد تعيد التهديد مرة أخرى.

وأكد طاهر أن الحفاظ على هذه النتيجة الإيجابية يتطلب تعاونًا أكبر بين الجهات البيئية والمجتمع المحلي والعاملين بالأنشطة السياحية، للحد من الضغوط البشرية مثل الصيد الجائر، التلوث، أو ممارسات الغوص غير المسؤولة، مشددًا على أن التحدي الأكبر يكمن في تعزيز مرونة الشعاب المرجانية لمواجهة أي صدمات حرارية مستقبلية.

من جانبهم، أكد عدد من مدربي الغوص بالغردقة ومرسى علم لـ«المصري اليوم» أن مشاهداتهم اليومية في مواقع الغوص تتوافق مع نتائج الرصد البيئي. وأوضحوا أنه في العام الماضي فقدت مساحات واسعة من الشعاب ألوانها، أما هذا الصيف فالوضع مختلف، إذ ظهرت بعض البقع البيضاء البسيطة لكنها ليست بالحدة السابقة، بينما بدت الشعاب أكثر حيوية. وأضافوا أن مناطق الغردقة وسفاجا ومرسى علم والقصير – التي تُعد مراكز رئيسية للغوص – أظهرت مؤشرات جيدة على الاستقرار، حيث سجلت انخفاضًا ملموسًا في المساحات المتضررة، وهو ما انعكس على زيادة إقبال السائحين على الرحلات البحرية وثقتهم في سلامة المقومات الطبيعية التي تميز البحر الأحمر.

كشفت نتائج الرصد البيئي لفريق علمي متخصص من باحثي البيئة بمحميات البحر الأحمر بقيادة الدكتور أحمد غلاب، مدير عام المحميات، عن عدم تأثر الشعاب المرجانية بالموجات الحرارية هذا الصيف مقارنة بعامي 2023 و2024،حيث تبين تعافي معظم الشعاب المرجانية بمحمية الجزر الشمالية من ظاهرة الابيضاض ضمن البرنامج السنوي للرصد. وشمل البرنامج إجراء تقييم ومسح بعدد من المواقع بمحمية الجزر الشمالية، وأظهر أن الشعاب لم تتأثر بارتفاع درجات الحرارة كما حدث في الأعوام السابقة، وذلك نتيجة لتراجع فترة ارتفاع حرارة سطح البحر هذا العام. وأظهرت مؤشرات المسح عودة معظم المستعمرات المرجانية المتأثرة سابقًا إلى حالتها الطبيعية، بما يعكس مرونتها العالية أمام تغير المناخ وعلى الرغم من أن التغير المناخي العالمي يظل الخطر الأكبر الذي يهدد الشعاب المرجانية في البحار والمحيطات، إلا أن تجربة صيف البحر الأحمر هذا العام أثبتت أن هذه الشعاب المرجانية ما زالت تملك القدرة على المقاومة إذا ما توافرت الظروف البيئية المناسبة، ما يجعلها ثروة طبيعية لا تقدر بثمن تستحق المزيد من الحماية والرعاية.

وأكدت فرق الباحثين والغواصين أن أعمال الرصد الميداني هذا الصيف أظهرت نتائج إيجابية بشأن حالة الشعاب المرجانية، إذ تراجعت معدلات تأثرها بظاهرة «الابيضاض» مقارنة بصيف 2024، وهو ما يعكس قدرة النظام البيئي البحري بالبحر الأحمر على التكيف مع الظروف المناخية.

وأرجع الفريق العلمي هذه النتائج إلى عدة عوامل، أبرزها انخفاض معدلات درجات الحرارة السطحية لمياه البحر خلال الصيف مقارنة بالعام الماضي، حيث لم تُسجّل ارتفاعات حادة أو طويلة الأمد كما حدث سابقًا، الأمر الذي قلّل من فترات الإجهاد الحراري التي تؤدي عادةً إلى فقدان الطحالب التكافلية المسؤولة عن ألوان وحياة الشعاب. كذلك ساهم قِصر مدة الموجات الحارة وعدم استمرارها لأسابيع طويلة في إتاحة الفرصة للشعاب لاستعادة نشاطها وقدرتها على التوازن.

وأوضح خبراء البيئة البحرية أن هذه النتائج تبعث برسائل تفاؤل مهمة للقطاع السياحي والبيئي معًا، باعتبار أن الشعاب المرجانية من الركائز الأساسية للجذب السياحي في البحر الأحمر. لكنهم شددوا في الوقت نفسه على أن انخفاض معدلات الابيضاض لا يعني غياب التهديدات، بل يتطلب تكثيف جهود نشر الوعي البيئي وتوسيع برامج المراقبة المستمرة لحماية الشعاب وتعزيز قدرتها الطبيعية على المقاومة والتجدد.

وفي هذا السياق، قال الدكتور الدوشي مهدي، الأستاذ بكلية العلوم – جامعة الأزهر بأسيوط، إن قدرة بعض الأنواع المرجانية على تطوير آليات تكيف طبيعية مع درجات الحرارة لعبت دورًا مهمًا في الحد من تأثير الابيضاض. وأضاف أن مواقع مثل «شعب السقالة» و«أبورمادة» بالغردقة و«شعب مرسى مبارك» بمرسى علم أظهرت مؤشرات واضحة على مرونة بيئية أفضل، بل وتم رصد تعافٍ جزئي في أجزاء كانت متضررة العام الماضي. وأكد أن انخفاض التأثر هذا الصيف يمثل فرصة ذهبية لتعزيز جهود الحماية، سواء عبر نشر الوعي البيئي بين السائحين والعاملين بالأنشطة البحرية، أو بتوسيع نطاق استخدام الشمندورات لحماية الشعاب من المراس العشوائية، إلى جانب تفعيل برامج المتابعة المستمرة.

كما أوضح أيمن طاهر، خبير البيئة البحرية والغوص، أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر تُعد من الأكثر تحمّلًا عالميًا لتغير المناخ، وما شهده الصيف الحالي من انخفاض نسب الابيضاض يثبت أن النظام البيئي لا يزال قادرًا على المقاومة والتأقلم إذا توافرت الظروف المناسبة وجرى تقليل الضغوط البشرية. لكنه حذر في الوقت ذاته من أن هذه النتائج لا تعني انتهاء المخاطر، فظاهرة الابيضاض مرتبطة بالتغيرات المناخية العالمية، وأي موجات حرارية طويلة في المستقبل قد تعيد التهديد مرة أخرى.

وأكد طاهر أن الحفاظ على هذه النتيجة الإيجابية يتطلب تعاونًا أكبر بين الجهات البيئية والمجتمع المحلي والعاملين بالأنشطة السياحية، للحد من الضغوط البشرية مثل الصيد الجائر، التلوث، أو ممارسات الغوص غير المسؤولة، مشددًا على أن التحدي الأكبر يكمن في تعزيز مرونة الشعاب المرجانية لمواجهة أي صدمات حرارية مستقبلية.

من جانبهم، أكد عدد من مدربي الغوص بالغردقة ومرسى علم لـ«المصري اليوم» أن مشاهداتهم اليومية في مواقع الغوص تتوافق مع نتائج الرصد البيئي. وأوضحوا أنه في العام الماضي فقدت مساحات واسعة من الشعاب ألوانها، أما هذا الصيف فالوضع مختلف، إذ ظهرت بعض البقع البيضاء البسيطة لكنها ليست بالحدة السابقة، بينما بدت الشعاب أكثر حيوية. وأضافوا أن مناطق الغردقة وسفاجا ومرسى علم والقصير – التي تُعد مراكز رئيسية للغوص – أظهرت مؤشرات جيدة على الاستقرار، حيث سجلت انخفاضًا ملموسًا في المساحات المتضررة، وهو ما انعكس على زيادة إقبال السائحين على الرحلات البحرية وثقتهم في سلامة المقومات الطبيعية التي تميز البحر الأحمر.







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *