close

في ذكرى تأسيسها الثمانين.. الأمم المتحدة: السياسة الحقيقية ليست فقط سياسة القوة والمصالح الذاتية

في ذكرى تأسيسها الثمانين.. الأمم المتحدة: السياسة الحقيقية ليست فقط سياسة القوة والمصالح الذاتية

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في اجتماع رفيع المستوى عقدته الجمعية العامة للاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، إن «السلام ليس سذاجة، والسياسة الحقيقية ليست فقط سياسة القوة والمصالح الذاتية. والسلام هو المسعى الأكثر شجاعة وعملية وضرورة على الإطلاق».

وأنشئت الأمم المتحدة عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، وأول جملة في ديباجة ميثاقها كانت تعهدا: «نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا: أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزانا يعجز عنها الوصف».

وتحدث الأمين العام في الاجتماع عن الموظفين الأوائل في الأمم المتحدة الذين عانوا من ويلات الحرب وحملوا آثار جروحها وهم يؤدون عملهم لخدمة البشرية ببناء منظمة استثنائية تجتمع فيها كل الدول- الصغيرة والكبيرة- لحل المشاكل التي يتعذر على أي دولة حلها بمفردها.

وتحدث «جوتيريش» عن تحديات العصر الراهن، وقال إن مبادئ الأمم المتحدة تتعرض للهجوم أكثر من أي وقت مضى. وأشار إلى استهداف المدنيين وانتهاك القانون الدولي في غزة وأوكرانيا والسودان ومناطق أخرى، وتزايد الفقر والجوع وتباطؤ تحقيق أهـداف التنمية المستدامة واشتداد الفوضى المناخية.

ولمواجهة هذه التحديات، أكد الأمين العام على ضرورة العمل ليس فقط للدفاع عن الأمم المتحدة بل لتقويتها. وذكر أن ذلك هو هدف أجندة 2030 للتنمية المستدامة ومـيثاق المستقبل ومبادرة الأمم المتحدة 80.

وقال إن الاختبارات التي ستمر بها الأمم المتحدة خلال الثمانين عاما المقبلة ستكون مألوفة وجديدة على حد سواء، مضيفا أن المعركة ضد الجوع والفقر ستستمر، بالإضافة إلى الفوضى المناخية والتكنولوجيات التي يصعب السيطرة عليها وعسكرة الفضاء الخارجي.

وشدد جوتيريش على أن التصدي لتلك التحديات يتطلب العمل المشترك، داعيا إلى العمل لتحقيق وعد السلام.

وتضمنت فعالية إحياء الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة عرضا موسيقيا من جوقة شباب الأمل، وعزفا على البيانو، وقصيدة قرأتها الشاعرة النيجيرية، مريم بوكر حسن، وهي إحدى مناصرات السلام بالأمم المتحدة.

من جهتها، تحدثت رئيسة الجمعية العامة في دورتها الثمانين، أنالينا بيربوك، عن نشأة الأمم المتحدة في وقت كان العالم يتوق فيه إلى الأمل، ليجتمع «قادة شجعان» ويقدموا هذا الأمل عبر ميثاق الأمم المتحدة.

وأضافت: «عند توقيعه في 26 يونيو 1945، كان الميثاق أكثر من مجرد إعلان سياسي آخر. كان وعدا من القادة إلى شعوبهم، ومن الدول إلى بعضها البعض أن البشرية تعلمت من أحلك فصولها».

وقالت رئيسة الجمعية العامة إن الميثاق لم يكن وعدا بتقديم الجنة للبشر، ولكن بعدم «تكرار أبدا» الانجرار إلى الجحيم من قِبل قوى الكراهية والطموح الجامح.

وذكرت أن الأوقات الحالية تبدو حالكة مرة أخرى، وأن العالم يقف عند مفترق طرق: «نرى أطفالا بدون والدين، يبحثون عن الطعام بين الركام في قطاع غزة. والحرب المستمرة في أوكرانيا. والعنف الجنسي في السودان. والعصابات التي ترهب الناس في هايتي. والكراهية بدون رقيب على الإنترنت. والفيضانات والجفاف في سائر أنحاء العالم».

وتساءلت هل هذا هو العالم «الذي تصوره ميثاقنا؟». وأضافت رئيسة الجمعية العامة أن اليوم ليس مناسبة للاحتفال، بل لتذكر الدروس الصعبة واستجماع الشجاعة مرة أخرى لإيجاد الأمل بدلا من الاستسلام.







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *