في شم النسيم .. أين حديقة الحيوان؟

كل عام وأنتم بخير، بمناسبة عيد شم النسيم.
تعوّدنا منذ الصغر أن نتجمع في هذا اليوم، نبدأ بتلوين البيض ونتناول الفسيخ والرنجة والبصل والخس والملانة، وهذه الطقوس التي بدأت منذ أكثر من 5 آلاف عام في مصر وتوارثناها عن أجدادنا جيلًا بعد جيل، وانتشرت وعُرفت بعيد “Easter” في العالم كله، ولكن تبقى الخصوصية في مصر، ويبقى الشكل الجميل في مصر.
في هذا اليوم، تخرج الأسر والعائلات إلى الأماكن المفتوحة والحدائق. كثير من أهالينا يفتقدون حديقة الحيوان وحديقة الأورمان والحدائق الكبرى التي يقضون فيها هذا اليوم بتكلفة قليلة، يأكلون الفسيخ ويستمتعون بالطبيعة والأشجار والنباتات، والأطفال يلعبون مع الحيوانات.
حديقة الحيوان أُنشئت عام 1891، وكانت من أجمل حدائق الحيوان وأغناها، تضم أنواعًا نادرة من الحيوانات والنباتات، وكانت تُعد وقتها من أفضل حدائق الحيوان في العالم. لكنها شهدت العديد من التغييرات والإهمال على مدار السنوات، حتى فقدت كثيرًا من بريقها. وكما أعلنت الحكومة، فإن العيد القادم بإذن الله ستكون حديقة الحيوان موجودة بحيواناتها المختلفة وأشجارها النادرة وعلى نفس المساحة، ونحن في انتظار إعادة افتتاح هذا المكان العالمي النادر.
منذ العصور الفرعونية، كان شم النسيم عيدًا مقدسًا، يرمز إلى بداية الربيع والتجدد. ويتم الاحتفال به بالخروج إلى الطبيعة، وهو ما يحدث حاليًا. ما زالت الأسر المصرية تقضي اليوم في الحدائق والأماكن المفتوحة، ويستمتع الأطفال باللعب، والفسيخ والرنجة على كل مائدة وفي كل منزل. ورغم تحذيرات الأطباء بسبب مخاطر الفسيخ، لكننا لا نستطيع الاستغناء عنه، فله طعم ومذاق خاص يجتمع عليه كل المصريين، وهو أهم طقوس شم النسيم.
أتمنى في العام القادم أن تكون الحدائق قد اكتمل تطويرها لتليق بمصر والمصريين، وتستعيد حديقة الحيوان جمالها ورونقها، وتعود إليها الحيوانات النادرة التي افتقدتها، لنحتفل فيها كما اعتدنا، مع أسرنا وأصدقائنا.
شم النسيم ليس مجرد عيد نحتفل به، بل هو حالة جميلة من البهجة والفرح في قلوبنا، ننسى فيه كل هموم وضغوط الحياة.
اللهم فرحًا دائمًا للجميع.
كل عام وأنتم بخير، وعيد ربيع سعيد.
نقلا عن صدي البلد