
اختتمت وزارة العمل حلقاتها اليومية لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية، وذلك فى إطار حملتها تحت شعار: «سلامتك وصحتك أمانة.. حافظ عليهما».
ونوهت الحملة إلى أن السلامة والصحة المهنية هى أحد أهم مواد قانون العمل الجديد، والذى حرص على وضع قواعد واضحة تحمى العامل من المخاطر، وتضمن بيئة عمل آمنة، وتكفل له حق التأمين والرعاية وقت الإصابة أو المرض، حيث شرع القانون التوقف عن العمل حال ثبوت كونه بيئة عمل غير آمنة، وهذا ليس تفضلا من صاحب العمل، حيث إن القانون قد نظم توفير أدوات الوقاية، والتدرب عليها، مع خطط الطوارئ والتعامل مع المخاطر.


وذكرت الحملة أنه فى الأماكن المغلقة السلامة ليست خيارًا، بل هى ضرورة لإنقاذ الأرواح، مثل الخزانات والأنفاق والصهاريج، أو الغرف قليلة التهوية، لأنها قد تحتوى على غازات سامة أو نقص فى الأكسجين، أو مخاطر الانفجار. ويجب دائما التأكد قبل الدخول لها من نسبة الأكسجين والغازات، وذلك بجهاز معايرة معتمد، والحصول على تصريح دخول مكتوب من مسؤول السلامة، وارتداء معدات الحماية الشخصية مثل الكمامة وخوذة الرأس وحزام الأمان. ووجود شخص بالخارج لمتابعة العامل، والتدخل فى حالة وجود أى مخاطر، فتأمين التهوية الجيدة طوال فترة العمل أمر هام، وعدم دخول أى مكان مغلق إلا بعد التأكد من خلوه من المخاطر، فدقائق الإهمال قد تكلف حياة.
ونبهت الحملة عمال السقالات بأن السلامة على السقالة هى مسؤولية فريق، ولا ينبغى الصعود عليها إلا بعد التأكد من أنها مثبتة جيدًا، ومؤمنة ضد الانزلاق أو الميل، وأن يكون لها حواجز جانبية وألواح تمنع سقوط العامل أو سقوط الأدوات. ولابد من ربط حزام أمان من نقطة تثبيت قوية، وغير مسموح بزيادة الحمولة عن الحد المسموح للسقالة، كى لا يحدث انهيار. وممنوع استخدام السقالات فى جو ممطر أو عاصف، إلا لو كانت مؤمنة تمامًا، ولابد من فحص السقالة يوميًا قبل الاستخدام، والإبلاغ عن أى عيب أو تلف.
وأوضحت الحملة أنه بالنسبة لاستخدام الهاتف المحمول فله أيضًا عدة معايير للسلامة، ومنها عدم استخدام المحمول أثناء القيادة، فالثوانى القليلة فى الانشغال به قد تكلفك حياة العامل أو حياة غيره، لذا نصحت بتجنب الرد على المكالمات أو الانشغال بكتابة رسائل أثناء السير فى الشارع وكذلك أثناء عبور الطرق، ويفضل استخدام السماعات أو مكبر الصوت لتقليل التعرض المباشر للأشعة. وينبغى عدم شحن الهاتف بالقرب من الوسادة أو تحت الغطاء لتجنب السخونة ومخاطر الحريق. كما ينبغى الحرص على شراء الشواحن والبطاريات الأصلية والمعتمدة.
وحذرت الحملة من الاعتقاد بأن الإجهاد الحرارى هو مجرد إحساس بالتعب، بل هو خطر حقيقى يصيب الجسم حين ترتفع حرارته بشكل مفرط، خصوصًا فى بيئات العمل الحارة، أو تحت الشمس المباشرة. وتجاهل العلامات قد يؤدى إلى ضربة شمس والتى من أعراضها الصداع الشديد والدوخة وعدم التوازن، والتعرق الشديد أو انقطاع التعرق، أو قيء وسرعة ضربات القلب فى الحالات الخطيرة. وللوقاية لابد من شرب المياه بانتظام حتى لو لم تكن عطشان، وتجنب المياه الغازية، واحم نفسك من الشمس بارتداء قبعة ونظارات وقائية، وارتداء ملابس فاتحة وخفيفة تسمح بتهوية الجسم، ولابد من الحصول على فترات راحة منتظمة فى أماكن مظللة أو مكيفة، والعمل فى الأعمال الشاقة فى الصباح الباكر أو المساء.
وتابعت الحملة أن حمل الأثقال الخاطئ يعد بداية لمشاكل مزمنة، ولذلك يكون الرفع السليم بالأرجل وليس الظهر، وأن تكون على مسافة مقربة من الحمل، وعدم الحمل لأكثر من طاقتك، دون تعجل. أما الضوضاء فهى خطر صامت قد يسبب توترًا وعصبية وتصل لفقدان السمع، وفى أماكن الضوضاء يفضل استخدام السدادات، ومحاولة تقليل التعرض لها فى العموم، مع الفحوصات الدورية للسمع.
وحتى فى المنزل، وهو أكثر الأماكن التى نشعر فيها بالأمان، فعلينا أن نحافظ على هذا الأمان، بحيث لا يتحول لمكان خطر لمجرد تجاهل أبسط قواعد السلامة، ولذلك لابد من فصل الكهرباء عن أى جهاز لا يستخدم، وتخزين المواد الخطرة بعيدًا عن الأطفال، وتوفير طفاية حريق وتأمين الغاز، لأن بعد الحريق لا ينفع الندم.
ومن البيت للمستشفى والمعامل، حيث المخاطر البيولوجية، والتى قد تسبب أمراضًا معدية، فيروسية أو بكتيرية، جلدية أو تنفسية، ومشاكل صحية مزمنة، ولابد من استخدام القفازات والكمامة ووسائل الوقاية المناسبة، وغسل الأيدى بالماء جيدًا، والتخلص من النفايات فى الحاويات المخصصة والالتزام بالتطعيمات.
ولفتت الحملة إلى أن قواعد القيادة الآمنة أولها الالتزام بالسرعة المقررة، وربط حزام الأمان، وعدم استخدام الهاتف المحمول إلا بسماعات البلوتوث، وترك مسافة أمان، وتجنب القيادة مع الإرهاق، ومراعاة حالة الطقس، وتعديل نمط القيادة وفقا لها.
أما السلم النقال، وهو فى متناول أغلب الأسر، فلابد من التأكد من سلامته، وعدم وجود كسور فى الدرج، وتثبيت السلم على أرض مستقرة وتثبيته بزاوية حوالى ٧٥ درجة كى لا ينقلب، وفى حالة العمل فى مكان مرتفع لابد من أن يساعدك شخص فى تثبيت السلم من أسفل، ولا تحاول أن تمد جسدك لمسافات طويلة، فالأولى أن تنزل وتحرك السلم للمكان الذى ترغب فى الوصول إليه، وعدم تحميل مواد كثيرة أو ثقيلة وأنت فوق السلم.
السلامة المهنية تمنح دائمًا الأمان، وهو أمر يرفع من الطاقة الإيجابية التى ترفع بالتزامن من الإنتاج، وتحسن جودته، وبالتالى السلامة ليست شعارًا، والصحة المهنية ليست قانونًا فقط، بل هى ممارسة يومية ووعى ومسؤولية، وأنت جزء من المنظومة، فسلامتك وصحتك أمانة حافظ عليهما.