قيود ترامب على الرقائق.. هل تُنهي هيمنة أمريكا في سوق أشباه الموصلات؟


الاحد 20 ابريل 2025 | 01:42 مساءً

الرقائق الإلكترونية

الرقائق الإلكترونية

يقول الخبراء إن هذه الجهود قد تأتي بنتائج عكسية، مما يُحفّز الابتكار في الشركات الصينية، مما قد يُساعدها على الاستحواذ على سوق أشباه الموصلات العالمي.

يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى خنق صادرات رقائق الحاسوب ذات الأهمية الاستراتيجية إلى الصين.

وفي ذلك الصدد، قال المحلل الرئيسي في شركة جيه جولد أسوشيتس، جاك غولد: “ما يحدث في الواقع هو أن الحكومة الأمريكية تُقدّم للصين فوزاً كبيراً في سعيها لإطلاق أعمالها في مجال الرقائق”، وفقاً لموقع straitstimes.

وحذر قائلاً: “بمجرد أن يصبحوا قادرين على المنافسة، سيبدأون في بيع منتجاتهم حول العالم، وسيشتري الناس رقائقهم”.

وأضاف أنه عندما يحدث ذلك، سيكون من الصعب على شركات تصنيع الرقائق الأمريكية استعادة حصتها السوقية المفقودة.

خسائر مالية كبيرة

تتوقع شركة إنفيديا، عملاقة صناعة أشباه الموصلات في وادي السيليكون، ومنافستها الأمريكية أدفانسد مايكرو ديفايسز خسائر مالية كبيرة نتيجة متطلبات الترخيص الأمريكية الجديدة لأشباه الموصلات المُصدّرة إلى الصين، وذلك وفقاً لما أبلغتا به الجهات التنظيمية هذا الأسبوع.

وتوقعت إنفيديا أن تكلفها القواعد الجديدة 5.5 مليار دولارٍ، فيما قد تجرف تلك القواعد ما يصل إلى 800 مليون دولارٍ من صافي أرباح AMD، وذلك بحسب وثائق قدمت إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.

وأفادت الإدارة الأمريكية أن إنفيديا مُلزَمة بالحصول على تراخيصٍ لتصدير شرائح H20 إلى الصين، نظراً للمخاوف من احتمال استخدامها في أجهزة الحوسبة الفائقة هناك، وفقاً لتصريحات الشركة.

قيّدت الولايات المتحدة بالفعل صادراتٍ إلى الصين، أكبر مشتري للرقائق في العالم، من وحدات المعالجة الرسومية المتطورة التي طوّرتها نفيديا لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الراقية.

وطوّرت إنفيديا شريحة H20 أساساً للسوق الصينية، مستهدفةً تعظيم الأداء مع الالتزام بقواعد التصدير الأمريكية السابقة، لكن متطلبات التراخيص الجديدة تشكل عقبةً كبيرةً، وفقاً للخبير جاك غولد.

وبالنسبة إلى شركة AMD، فإن الإجراء الأمريكي الجديد للتحكم في الصادرات ينطبق على وحدات MI308 الرسومية المصممة للتطبيقات عالية الأداء مثل الألعاب والذكاء الاصطناعي، حسب إفصاحٍ قدمته الشركة، علماً بأنه لا تضمن صدور التراخيص اللازمة للمبيعات إلى الصين.

فرصةٌ للصين؟

توقع المحلل المستقل روب إنديرل أن شركات تصنيع الشرائح الصينية، وعلى رأسها عملاق التكنولوجيا هواوي، ستعزّز جهودها للانفراد بريادة السوق. وقال إنديرل: “هذه القواعد المشددة ستكون بمثابة هدية ثمينة للصين أثناء إطلاقها أعمالها الخاصة بمعالجات الميكروبروسيسور والرسوميات؛ فهي أسرع طريقة لتسليم ريادة الولايات المتحدة في هذا المجال.”

ولدى الحكومة الصينية مواردٌ هائلةٌ ودوافعٌ قويةٌ لتعزيز صناعة الشرائح لديها، وفقاً لغولد، الذي أضاف أنّه بينما قد يعتقد الرئيس ترامب أنه يستطيع “ترويع الآخرين” لتحقيق أهدافه، إلّا أنّ “الاقتصاد العالمي لا يعمل بهذه الطريقة.” وبدلاً من ذلك، أدّت رسوم ترامب إلى تنفير الحلفاء، مما زاد دافعيتهم للاتجاه نحو الصين للحصول على الشرائح.

«على الصعيد العام، سيخلق ذلك مشكلات حقيقية للشركات الأمريكية من الناحية التنافسية»،

قال إنديرل. «الشركات التي تقع مقارّها في الخارج ستكون فجأة في وضع أفضل بكثير للتنافس.»

أفاد الرئيس التنفيذي لشركة نفيديا، جنسن هوانغ، علناً بأنّ عملاق شرائح الذكاء الاصطناعي يمكنه الامتثال للمتطلبات الأمريكية الجديدة من دون التضحية بالتقدّم التكنولوجي، مضيفاً أنّ لا شيء سيوقف التطوّر العالمي للذكاء الاصطناعي.

وقال المحلّل دان آيفز من Wedbush في مذكرة للمستثمرين: «تُعدّ نفيديا إحدى أهم القطع في لعبة الشطرنج (الأمريكية) مع الصين». وأضاف: «إدارة ترامب تدرك أنّ هناك شريحة وشركة تغذّي ثورة الذكاء الاصطناعي، وهي نفيديا، لذا وضعت لافتة “ممنوع الدخول” أمام الصين» لإبطاء تقدمها.

وحذّر آيفز، مع ذلك، من أنّ حرب الشرائح لم تنتهِ بعد، متوقعاً «تبادل المزيد من الضربات من كلا الجانبين»

نقلا عن الجريدة العقارية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *