لا يوجد في الإسلام مبدأ «وأنا مالي».. وكلنا مسؤولون

لا يوجد في الإسلام مبدأ «وأنا مالي».. وكلنا مسؤولون

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن مبدأ “وأنا مالي” لا وجود له في الإسلام، مشددًا على أن كل فرد في المجتمع مسؤول عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.  

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج “لعلهم يفقهون”، المذاع على قناة “dmc”، اليوم الخميس، أن البعض قد يظن أن ترك ما لا يعنيه من حسن الإسلام، لكن الحقيقة أن الإسلام يدعو إلى الإيجابية وعدم السلبية، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾، مشيرًا إلى أن المجتمعات تعاني عندما يتخلى أفرادها عن أدوارهم في الإصلاح.  

وأضاف أن قصة سيدنا موسى مع ابنتي الرجل الصالح في القرآن الكريم تؤكد هذا المبدأ، حيث لم يكتفِ بالسؤال عن مشكلتهما، بل سقى لهما، ليكون الحل العملي هو التصرف الإيجابي الذي ينتظره الله من عباده.  

وأكد أن رؤية المنكر أو الخطأ هو بمثابة سؤال من الله للإنسان: “كيف ستتصرف؟”، وعلى الجميع أن يؤدي دوره في الإصلاح، دون النظر إلى استجابة الآخرين، لأن المسؤولية تكمن في البلاغ والتصرف الإيجابي فقط.

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن القرآن يحمل دلالات نسبية تختلف باختلاف حال الإنسان، مُستشهدًا بقوله تعالى: «يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا» (الفرقان: 22)، موضحًا أن الملائكة، التي تأتي بالبشرى للمؤمنين، تكون في بعض المواقف رمزًا للهلاك للمجرمين.  

وأضاف الجندي، خلال حلقة برنامج “لعلهم يفقهون”، أن مفهوم الحِجر في القرآن، يعني المنع، مثلما هو الحال في مصطلحات الحجر الصحي، الحجر الزراعي، الحجر البيطري، والحجر على السفيه، مشيرًا إلى أن الملائكة تمنع المجرمين من دخول الجنة يوم القيامة، فيقولون لهم “حجرًا محجورًا” أي ممنوع عليكم دخولها.  

وأشار الجندي إلى أن العقل نفسه نوع من الحِجر، مستدلًا بقوله تعالى: “هل في ذلك قسم لذي حجر” (الفجر: 5)، موضحًا أن العقل يمنع الإنسان من التصرفات الطائشة، والمعاصي، والخوض في الجهل، تمامًا كما يمنع الحجر الصحي انتشار الأمراض.  

كما لفت إلى أن حجر الأم، الذي يحتضن الطفل ليمنعه من السقوط، يشبه وظيفة العقل في حماية الإنسان من الانحراف، وكذلك الحال في حِجر إسماعيل، وهو المكان الذي يمنع الطواف بداخله.  

وأكي على أن القرآن رحمة للمؤمنين وهلاك للظالمين، مستشهدًا بقوله تعالى: “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا” (الإسراء: 82).

 

نقلا عن صدي البلد

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *