لبنان وسوريا… جروح متشابكة وأمل واحد.. وجع ومصير مشترك.. !!

لبنان وسوريا… جروح متشابكة وأمل واحد.. وجع ومصير مشترك.. !!

الوضع في سوريا ولبنان ليس مجرد ملفات سياسية أو أزمات اقتصادية متراكمة، إنه وجع إنساني يتقاطع في تفاصيله، حتى وإن اختلفت الجغرافيا.

ما يحدث في دمشق أو بيروت، في حلب أو طرابلس، في السويداء أو البقاع، هو في جوهره انعكاس لأمة مثقلة بجراحها، تحاول أن تبحث عن لحظة هدوء أو بارقة أمل.

في سوريا، تتوزع الآراء بين من يرى أن الاستقرار ـ مهما كان هشًّا ـ أفضل من الفوضى، وبين من يشعر بالخذلان والتهميش والاغتراب داخل وطنه. في لبنان، المشهد لا يقل تعقيدًا: جزء من الناس يبحث عن الخلاص من أزمات يومية خانقة، وجزء آخر يرى أن الفساد والمحاصصة قد سرقا أحلام أجيال كاملة.

ومع ذلك، يبقى القاسم المشترك بين الشعبين هو الألم. السوري الذي فقد بيته أو أمانه لا يختلف كثيرًا عن اللبناني الذي ضاع جنى عمره في المصارف أو انفجر حيّه في لحظة مأساوية. كلاهما يحيا على ذاكرة الخسارة، وكلاهما يسأل: إلى أين نمضي؟

لكن وسط هذا الركام، تظل هناك حقيقة واحدة: لا مخرج إلا بالحوار والتلاقي. ليس حوار الغلبة أو الاستعلاء، بل حوار يبحث عن صيغة تحفظ كرامة الجميع، وتعيد المهجّرين إلى بيوتهم، وتفتح أمام الشباب نافذة أمل كي لا يتركوا أوطانهم.

لبنان وسوريا لا ينفصلان عن بقية الأمة، فالألم متشابه وإن اختلفت أسبابه: من فلسطين إلى العراق، ومن اليمن إلى السودان. إنها جروح متفرقة ولكنها تصب في نهر واحد.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *