
تشهد مدينة الغردقة، عاصمة السياحة بمحافظة البحر الأحمر، تصاعدًا لظاهرة التسول في شوارعها وميادينها الرئيسية، وهي الظاهرة التي تهدد سمعة المدينة السياحية أمام زوارها القادمين من مختلف دول العالم. فبينما تُعرف الغردقة بأنها من أبرز المقاصد السياحية في مصر، بدأت هذه الممارسات السلبية تثير استياء الأهالي والعاملين بالقطاع السياحي والسائحين أنفسهم، ما دفع الجهات التنفيذية والأمنية للتحرك بشكل عاجل بعد تعدد شكاوى المواطنين والسائحين، خاصة من مناطق حيوية مثل شارع الشيراتون والممشى السياحي والكورنيش ومنطقة الدهار، إضافة إلى مسجد الميناء الكبير. أن الحملات مستمرة بشكل يومي لفرض هيبة الدولة والتصدي لأي ممارسات تسيء لصورة الغردقة، بعد ورود شكاوى عبر الصفحة الرسمية للبوابة الإلكترونية للمحافظة.
ويرى خبراء السياحة والعاملون بالقطاع أن ظاهرة التسول في الغردقة باتت تمثل تهديدًا مباشرًا لتجربة السائحين، حيث يعتمد بعض المتسولين على أساليب الاستعطاف العاطفي عبر استخدام الأطفال أو السيدات الحاملات للأطفال في مشاهد مؤلمة تستهدف كسب المال السريع. وأكد محمد إبراهيم، المرشد السياحي، أن هذه الممارسات تنشط بشكل لافت خلال مواسم الأعياد مثل الكريسماس ورأس السنة، مع توافد أعداد كبيرة من السياح، ما يضاعف من الإزعاج ويترك انطباعًا سلبيًا لدى الزائرين عن المدينة.
من جانبها، رصدت مديرية التضامن الاجتماعي بالبحر الأحمر أن أخطر صور التسول في الغردقة تتمثل في استغلال الأطفال والسيدات، بل إن بعض الحالات تعتمد على تأجير الأطفال من أسرهم لاستغلالهم في مشاهد التسول، وهو ما يشكل جريمة مجتمعية خطيرة تضر بالطفل نفسيًا وصحيًا، وتشوّه صورة المدينة أمام ضيوفها.
وأكد خبراء أن خطورة الظاهرة لا تقتصر على الإزعاج للسائحين، وإنما تمتد لتؤثر على سمعة الغردقة كوجهة سياحية عالمية، إذ يربط بعض الزوار المدينة بهذه الصورة السلبية، الأمر الذي يضر بقطاع السياحة الذي يعد شريان الحياة الاقتصادية للمحافظة.
وطالب عدد من العاملين بالقطاع السياحي بضرورة تكثيف الحملات الأمنية والرقابية، مع وضع حلول مبتكرة مثل إصدار «قوائم سوداء» بأسماء المتسولين المتكررين، ومنعهم من العودة إلى المدينة مستقبلًا، إضافة إلى تنظيم دوريات أمنية مستمرة في المناطق ذات الكثافة السياحية، وتخصيص وحدات أمنية للتأكد من عدم استغلال الأطفال. كما شددوا على أهمية حملات التوعية للأسر لحماية حقوق الأطفال وتجفيف منابع الظاهرة.