
مع قرب بداية الخريف والموسم السياحي الشتوي، يتغير وجه البحر الأحمر جنوب مرسى علم. حيث الرياح تشتد، والأمواج ترتفع، وتتحول شواطى مرسي علم إلى مسرح واسع يلتقي فيه العشق بالمغامرة. وهنا، لا يأتي السائحون فقط للاستمتاع بالشمس والرمال، والغوص في الاعماق بل ليتحدوا الموج والريح، وليعيشوا لحظة تحرر استثنائية على ألواحهم الشراعية في عرض البحر.حيث ينطلق عشاق الكايت سيرف وركوب الأمواج في سباق مع الريح.
أكد سعيد سالم، مدرب كايت سيرف، أنه على امتداد شواطئ مرسى علم، تظهر عشرات المظلات الملونة التي تملأ السماء، وتصنع مشهدًا بديعًا فوق صفحة الماء، حتى أصبحت المنطقة واحدة من أبرز مقاصد الرياضات المائية في العالم. يقصدها الآلاف من السياح الأوروبيين سنويًا، خصوصًا في موسم السياحة الشتوي؛ فهنا تجتمع كل مقومات اللعبة: شواطئ مفتوحة بلا عوائق، مياه صافية بدرجات لون تتدرج من الأزرق الداكن إلى الفيروزي، ورياح ثابتة بسرعات تتراوح بين 17 و 22 عقدة. وهو ما يجعلها مثالية للممارسة، والتدريب، وحتى البطولات، لتصبح مرسى علم ليست مجرد مكان لممارسة الرياضة، بل هي تجربة حياة. السياح الذين يأتون من ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وسويسرا يقيمون لأسابيع، بعضهم يكتفي بتعلم أساسيات اللعبة في مراكز التدريب المنتشرة على الشاطئ، وآخرون يأتون كل عام ليجددوا لقاءهم مع البحر والرياح. البعض يصفها بأنها رياضة قاسية تحتاج لياقة وقوة تركيز عالية، بينما يراها آخرون وسيلة للتأمل والحرية، حيث لا يسمع المرء سوى صوت الموج وصفير الهواء.
وأكد الخبير السياحي عصام علي أن الفنادق والمنتجعات في مرسى علم استثمرت الإقبال السياحي لممارسي ركوب الأمواج، فأنشأت مراكز مجهزة بأحدث المعدات، ومدربين دوليين، ليصبح المكان منصة تدريبية كبرى للرياضة في إفريقيا والشرق الأوسط. حتى أن بعض المدربين الأجانب اختاروا الإقامة الدائمة هنا، قائلين إن جنوب مرسى علم لا تقدم فقط الظروف المثالية، بل تمنحهم مجتمعًا عالميًا صغيرًا من المغامرين، يربط بينهم شغف البحر.
وأوضح علي أنه مع بداية كل موسم سياحي شتوي، يتجدد المشهد؛ شاطئ يتزين باللون الأزرق، سماء تملؤها الأشرعة، وسياح يأتون من كل مكان بحثًا عن لحظة اندماج مع الطبيعة. لتتحول مرسى علم، جنوب البحر الأحمر، إلى أيقونة للسياحة الرياضية، وواحدة من أجمل مناطق ركوب الأمواج والكايت سيرف على مستوى العالم. ومع انطلاق الموسم السياحي الشتوي هذا العام، تستعد شواطئ مرسى علم لاستقبال المزيد من الزوار الذين يفضلون أجواء المغامرة والإثارة، بعيدًا عن السياحة التقليدية، لتجعل من مرسى علم بالبحر الأحمر واحدًا من أبرز الوجهات العالمية لعشاق ركوب الأمواج والكايت سيرف.













