
هل سبق لك أن شاهدت طفلًا صغيراً يكافح لالتقاط خرزة صغيرة أو قطعة خشبية صغيرة بفخر بعد تكديس المكعبات فوق رأسه؟ هذه الانتصارات الصغيرة أكثر بكثير من مجرد لعب، إنها ركائز أساسية لتنمية المهارات الحركية الدقيقة.
السنوات الأولى من حياة الطفل ساحرة، تنشئ أدمغتهم ملايين الروابط الجديدة كل يوم، والحركات الصغيرة لأيديهم وأصابعهم، الالتقاط والقرص والإمساك والإرخاء، كلها تساعد على تهيئة أدمغتهم للتعلم والثقة والاستقلالية.
من المهارات الحركية القليلة المهمة التي يكتسبها الطفل إمساك القلم، أو ربط أزرار القميص، أو ربط الحذاء ،ولا شك أن المهارات الحركية الدقيقة في مرحلة الطفولة المبكرة تسهم في بناء أساس متينة للمهارات الأكاديمية المبكرة كالكتابة والتلوين والرسم وذلك وفقا لما جاء بموقع «تايمز أوف إنديا».
في الأساس، تعتبر الأنشطة الحسية الموجهة نحو المهام، والتي تتسم بالمتعة والعملية والمشاركة، أمرًا بالغ الأهمية في تحسين التنسيق الحركي لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة.
لتحقيق ذلك، يمكن للوالدين استخدام أساليب مختلفة، حاول دمج تنمية المهارات الحركية الدقيقة في حياة الطفل اليومية، ليس بالضرورة أن تبدو وكأنها «درس»، بل يجب أن تبدو وكأنها لعب واستكشاف وفضول.
إليك بعض الطرق البسيطة التي يمكنك من خلالها إضفاء الحيوية عليها وتجربتها في المنزل أيضًا.
ألعاب لتنمية مهارات إبنك الحركية
اللعب بالطين أو العجين
أن اللعب بالعجين فعال في تحسين التطور الحركي الدقيق للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 6 سنوات.
تساعد ممارسات مثل لف العجين وضغطه وتشكيله على تقوية عضلات اليد وتحسين التحكم في الأصابع.
لعبة الصناديق الحسية
يتضمن هذا النشاط ملء وعاء عميق بالأرز والفاصوليا والرمل ومواد أخرى محكمة، وإخفاء أشياء صغيرة داخله، بهدف العثور على أغراض محددة.
تخيلوا انزلاق الرمل بين الأصابع الصغيرة، أو حيوانات عجينة اللعب الإسفنجية، أو متعة صب الماء من كوب إلى آخر، أو الاستمتاع بيوم ممطر أو طين، يحب الأطفال هذه اللحظات الفوضوية، ولكن أثناء قيامهم بالتجريف والتشكيل والغربلة، فإنهم يقوون أيضًا عضلات أيديهم الصغيرة دون أن يدركوا ذلك.
غزل القماش
تساعد هذه المهمة الأطفال على تحسين التنسيق بين اليد والعين، وتقوي قبضتهم، تعد ألعاب غزل القماش طريقة ممتعة لتنمية قوة الأصابع، تتضمن هذه الألعاب قيام الأطفال بتثبيت دبابيس على حافة وعاء أو حبل، تحسن هذه الألعاب قبضتهم، وهي ضرورية للكتابة وتطوير خط يد أنيق.
إن هذا النوع من اللعب يعمل على تحسين المهارات الحركية الدقيقة مثل الكتابة أو ربط الأحذية.
أشركهم في اللعب المفتوح
تثير مكعبات البناء، والليجو، وأدوات التنكر، ومجموعات المطبخ والبرج الوردي، أو أي ألعاب مفتوحة أخرى الخيال.
المكعبات ليست مجرد بناء، بل هي حل للمشكلات، وعمل جماعي، وجهد كبير في استخدام الأصابع الموازنة كل قطعة ووضعها في مكانها، حتى ارتداء زي أو ربط قميص دمية يقوي عضلات أيديهم.
يتمكن الأطفال الصغار من رسم خطوط مستقيمة ورسم منحنيات وأشكال، مما يساعد على بناء التحكم والدقة والقدرة على استخدام كلتا اليدين بكفاءة، «الأمر لا يتعلق بالرسم»المثالي«أو الحرف اليدوية المتقنة بل يتعلق بمتعة المحاولة، والتركيز في أو محاولة إغلاق الأزرار.
اختر كنز الطبيعة
انطلقوا في نزهات قصيرة في الطبيعة، ودعوا أطفالكم يلتقطون في كل مرة الأوراق والأغصان والأحجار والزهور، إذ أنهم عندما ينحنون، ويمسكون ويجمعون، فإنهم يتدربون على التنسيق والتوازن وتقوية عضلات الجسم الصغيرة، إنه تمرين قوي.
هذه الأنشطة ممتعة للغاية وتُبقي الأطفال منشغلين. مع ذلك، يجب على الآباء التأكد من عدم فرضها على أطفالهم؛ بل يجب تقديمها لهم أو دمجها بشكل طبيعي ،فالبيئة المريحة والمرحة يمكن تعزز ثقة الطفل بنفسه وتساعده على الأداء بشكل أفضل ،للآباء والمعلمين تقديم التوجيه والتشجيع والاحتفال بالتقدم والإنجازات.