نجيب ساويرس يكشف عن خططه الاستثمارية في الإمارات والعراق ومستقبل أسعار الذهب

المهندس نجيب ساويرس
في عالم المال والأعمال، حيث تُبنى الثروات على الرؤية الاستراتيجية والقرارات الجريئة، يبرز اسم رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، كأحد أبرز المستثمرين العرب الذين لا يتوقفون عن استكشاف الفرص الجديدة؛ فمن العقارات إلى المناجم، ومن الأسواق الناشئة إلى الاقتصاديات الكبرى، يواصل ساويرس رسم خريطة استثماراته بخطوات مدروسة، متجاوزًا التحديات ومستفيدًا من التقلبات الاقتصادية العالمية.
وكشف المهندس نجيب ساويرس، في حوار مع “سكاي نيوز عربية”، عن أحدث مشاريعه العقارية في الإمارات العربية المتحدة من خلال شركته “أورا” للاستثمار العقاري، متحدثًا عن مزايا الاستثمار في الإمارات، وسر اختياره لمنطقة غنطوت، وكيف يرى المنافسة في السوق العقاري الإماراتي، كما تطرق إلى مشروعه الضخم في العراق، حيث يعمل على تطوير “مدينة الورد”، المدينة التي ستضم أكبر حديقة في العالم، بالإضافة إلى توقعاته لمستقبل الذهب، ونصائحه للشباب العربي.
مشروع “أورا” في الإمارات
أكد ساويرس، أن شركته “أورا” جاءت إلى الإمارات في توقيت مناسب، حيث أن المناخ الاستثماري في الدولة مشجع، مع قوانين واضحة ودعم حكومي واضح للمستثمرين، مشيرًا إلى أن الإمارات قدمت لهم كل التسهيلات منذ البداية، مما جعلهم يشعرون بأنهم في بيئة مثالية للاستثمار العقاري.
وتحدث ساويرس عن اختياره لمنطقة غنطوت لإطلاق مشروعه الجديد، موضحًا أنه بعد زيارته للمنطقة ورؤيته لجمال البحر هناك، قرر الاستثمار فيها، مضيفا: “غنطوت تضم أجمل بحر، وعندما حصلنا على الأرض هناك، شعرنا بأننا اتخذنا القرار الصحيح”.
المنافسة في سوق العقارات الإماراتي
حول طبيعة المنافسة في سوق العقارات الإماراتي، أشار ساويرس إلى أن التحدي هو جزء من فلسفته الاستثمارية، حيث يرى أن النجاح الحقيقي يتحقق عند التفوق على منافسين أقوياء.
وأوضح أن السوق الإماراتي تحول بعد جائحة كوفيد-19 من سوق يعاني من تخمة في المعروض إلى سوق مستقر، حيث تجاوز الطلب المعروض، وذلك بفضل السياسات الحكومية التي تركز على التطوير المستمر وتحسين بيئة الأعمال، مشيدًا بالإدارة الإماراتية التي وصفها بأنها تعمل بشكل يومي على تسهيل حياة الناس وتحقيق التميز، مما جعل الإمارات واحة أمان في ظل التقلبات العالمية.
وتابع: “اليوم، نرى تدفقًا كبيرًا للمستثمرين من جميع أنحاء العالم، من روسيا، وأوكرانيا، والصين، وهونج كونج، والهند، ومصر، ودول الخليج الأخرى، وذلك بفضل جودة الحياة وسهولة الاستثمار في الإمارات”.
مشروع “أورا” في غنطوت
كشف ساويرس عن مزايا مشروع “أورا” في غنطوت، مؤكدًا أنه سيكون مجتمعًا سكنيًا متكاملًا يقع بين دبي وأبوظبي، على بعد 20 دقيقة من دبي و35 دقيقة من أبوظبي، مما يجعله وجهة مثالية للعيش والاستثمار.
وأشار إلى أن المشروع سيوفر بيئة خضراء بمساحات طبيعية واسعة، مما يساهم في تلطيف المناخ، كما أنه سيضم مدينة صغيرة تحتوي على محلات تجارية، ومطاعم، ومرافق ترفيهية، بحيث يمكن للسكان تلبية جميع احتياجاتهم داخل المشروع دون الحاجة إلى مغادرته.
وأوضح أن حجم الاستثمارات في المشروع يتراوح بين 5 إلى 6 مليارات دولار، مما يعكس أهميته ضمن محفظة الشركة العقارية.
مدينة الورد في العراق
بالانتقال إلى استثماراته في العراق، تحدث ساويرس عن مشروع “مدينة الورد”، والذي يعد واحدًا من أكبر مشاريعه العقارية، موضحًا أن المشروع يمتد على 65 إلى 68 مليون متر مربع خارج بغداد، وسيستغرق حوالي 24 عامًا لإكماله، حيث يهدف إلى إنشاء مدينة نموذجية حديثة بتخطيط عصري يتناسب مع احتياجات المستقبل.
وكشف أن المشروع سيضم أكبر حديقة في العالم، تفوق في مساحتها “سنترال بارك” في نيويورك و”هايد بارك” في لندن، مما سيجعلها أحد أكثر المدن خضرة في المنطقة العربية.
الاستثمار في الذهب والتوقعات المستقبلية
أما عن توقعاته لأسعار الذهب، أكد ساويرس أن الذهب تجاوز مؤخرًا حاجز 3000 دولار، متوقعًا أن يصل إلى 5000 دولار في المستقبل، مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية والحروب العالمية، إلى جانب السياسات الاقتصادية المتبعة في بعض الدول الكبرى.
وقال: “العالم يشهد حالة من عدم اليقين، والناس تبحث عن الملاذات الآمنة، مما يدفع أسعار الذهب للارتفاع”، مشيرًا إلى استراتيجيته في الاستثمار في الذهب، موضحًا أنه يعتمد على تحليل الأسواق بطريقة مختلفة، حيث قام بزيادة الاستثمارات في عمليات الاستكشاف، وخفض التكاليف من خلال توحيد عمليات الشراء، مما عزز من قوة شركته رغم تقلبات أسعار الذهب.
أكد رجل الأعمال نجيب ساويرس أن الذهب لا يزال الملاذ الآمن في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، مشيرًا إلى أن نصف محفظته الاستثمارية مخصصة للذهب، وذلك لتجنب التعرض لمخاطر الأسواق المالية وتقلباتها الحادة، موضحًا أن استراتيجيته الاستثمارية في هذا القطاع ليست قائمة فقط على تحقيق مكاسب سريعة، وإنما على حماية القيمة التي بناها على مدار السنوات.
استراتيجية ساويرس في المناجم والاستكشافات
عند سؤاله عن استراتيجيته التي يصفها دائمًا بـ “الفورملة المختلفة” في الاستثمار بقطاع المناجم والاستكشافات، كشف ساويرس أنه تمكن من مضاعفة قيمة شركته أربع مرات خلال سبع سنوات، في وقت شهد فيه سعر الذهب انخفاضًا بنسبة 35%، موضحًا أنه عندما استحوذ على شركة أوراسكوم للتعدين، كان سعر الذهب حينها 1800 دولار للأونصة، لكنه انخفض لاحقًا إلى 1200 دولار، ومع ذلك استطاع تحقيق نمو كبير في استثماراته من خلال اتباع منهجية مختلفة.
وأشار إلى أن هذه المنهجية جذبت انتباه بنوك استثمار عالمية مثل “جولدمان ساكس” و”سيتي بنك”، حيث تساءلوا عن كيفية تحقيقه لهذا النجاح رغم الانخفاض الحاد في الأسعار، موضحًا أنه لن يكشف عن جميع تفاصيل هذه الاستراتيجية، لكنه أشار إلى 90% من العوامل الأساسية التي اتبعها، والتي تتمثل في إعادة هيكلة إدارة المناجم، وخفض التكاليف بنسبة 25%، وزيادة ميزانيات الاستكشاف بشكل ضخم، وتحقيق كفاءة أعلى في الإنتاج.
ونوه بأن مجالس إدارة شركات التعدين تتكون في الغالب من جيولوجيين، وليس لديهم خلفية استثمارية أو مالية قوية، مما أدى إلى غياب الرؤية الاقتصادية الصحيحة، مشيرًا إلى أنه قام بإدخال إدارة استثمارية قوية ساعدت على تحسين كفاءة تشغيل الشركات وزيادة أرباحها، لافتًا إلى أنه قبل أن يتولى إدارة الشركات، كانت كل وحدة تابعة تشتري احتياجاتها بشكل منفصل، مما أدى إلى تباين الأسعار وزيادة التكاليف، فقام بتطبيق نظام موحد للمشتريات من خلال الشركة الأم، مما ساهم في تقليل النفقات بنسبة 25% على المشتريات الأساسية مثل الوقود، المتفجرات، والآلات.
وأوضح أن الشركات كانت تنفق 10 ملايين دولار فقط سنويًا على عمليات الاستكشاف، بسبب مخاوف من المخاطر المرتبطة بالتنقيب، لكنه رأى أن المجازفة المدروسة قد تحقق عوائد ضخمة، فقام بمضاعفة ميزانية الاستكشاف خمس مرات، لتصل إلى 50 مليون دولار سنويًا، وهو ما أدى إلى زيادة الاحتياطي المكتشف من الذهب بملايين الأونصات.
وتابع: “من خلال زيادة عمليات الاستكشاف، انخفضت تكلفة استخراج الأونصة إلى 20-30 دولارًا فقط، في حين أن سعر البيع بلغ 3000 دولار، مما عزز هوامش الربح بشكل كبير”، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية غيّرت طريقة عمل قطاع التعدين، حيث كان التركيز في الماضي منصبًا على الجوانب الفنية والجيولوجية، دون النظر إلى الجوانب المالية والاستثمارية.
الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والطاقة
عند سؤاله عن أهم القطاعات الاستثمارية الواعدة، أكد ساويرس أن الذكاء الاصطناعي هو المجال الأكثر جذبًا للاستثمار حاليًا، مشيرًا إلى أن بعض الشركات في هذا القطاع لا تزال undervalued ولم يتم اكتشافها بعد.
وأوضح أن الطلب على مراكز البيانات (Data Centers) سيتضاعف في المستقبل القريب، نظرًا للاحتياج الكبير للطاقة لمعالجة البيانات الضخمة التي تعتمد عليها تقنيات الذكاء الاصطناعي مضيفًا أن الاستثمار في قطاع الطاقة سيظل أساسيًا، لأن مراكز البيانات تحتاج إلى مصادر طاقة ضخمة ومستدامة.
وكشف ساويرس أنه استثمر في بناء أول مركز بيانات في ميلانو بإيطاليا، لكنه باعه مبكرًا قبل أن تتضاعف قيمته ثلاث مرات، مضيفًا: “لو كنت احتفظت به، لكان سعره اليوم أكثر بثلاثة أضعاف مما بعته به منذ أربع سنوات، لكن في ذلك الوقت، كنت متسرعًا لتحقيق عائد استثماري سريع”.
وأكد أن شركته تمتلك خبرة واسعة في هذا المجال، وأنه يدرس الاستثمار في مراكز بيانات جديدة، نظرًا لنمو الطلب على هذه الخدمات عالميًا، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات، والطاقة هي القطاعات الاستثمارية الأكثر أهمية في الفترة المقبلة، وأن الطلب المتزايد على مراكز البيانات سيؤدي إلى ارتفاع الحاجة إلى مصادر طاقة ضخمة، وبالتالي، فإن الاستثمار في هذه المجالات سيكون مربحًا.
هل يشارك ساويرس في إعمار غزة؟
حول إمكانية مشاركته في إعادة إعمار غزة، قال ساويرس إنه يتمنى أن يكون جزءًا من أي مشروع يهدف إلى تحقيق السلام وتحسين حياة الناس، مشددًا على أن مشاركته في أي مشروع هناك يجب أن تكون ذات قيمة حقيقية للمجتمع الفلسطيني، وليس مجرد استثمار تجاري بحت.
نصائح ساويرس للشباب العربي
في ختام اللقاء، وجه ساويرس رسالة إلى الشباب العربي، مؤكدًا أن النجاح يتطلب العمل الجاد والإيمان بالذات، ناصحًا الشباب بضرورة الثقة بالنفس وعدم الاستسلام للفشل، والإيمان بالله لأن التوفيق يأتي من عنده، والعمل الجاد، فالذكاء وحده لا يكفي لتحقيق النجاح، والمثابرة وتجاوز العقبات، وعدم التوقف عند أول تحدٍ يواجههم، وعدم الاستسلام، لأن الفشل الحقيقي هو التوقف عن المحاولة.
إيلون ماسك نموذج ملهم
عند سؤاله عن الشخصية التي يعجب بها عالميًا، قال ساويرس إنه يعتبر إيلون ماسك نموذجًا للعبقرية والابتكار، مشيرًا إلى أنه لا يرى أي مشكلة في كونه أصبح الملياردير الأول عالميًا، فهو شخص ذكي ويستحق هذا النجاح.

نجيب ساويرس

المهندس نجيب ساويرس
نقلا عن الجريدة العقارية