
مع الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، تحولت أجهزة التكييف من كماليات منزلية إلى وسائل لا غنى عنها تقي السكان من لهيب الطقس، ومع كل يوم صيفي جديد، يتصاعد القلق لدى العديد من الأسر بشأن فواتير الكهرباء التي تتضخم بفعل الاعتماد المتزايد عليها مما يدفع كثيرين إلى البحث عن أفضل الأساليب لترشيد الاستهلاك وتوفير الطاقة.
في مواجهة هذه المخاوف، لجأ عددٌ من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى تبادل نصائح وتجارب شخصية تهدف إلى استخدام أجهزة التكييف بأكبر قدر من الكفاءة، وحظيت هذه المنشورات بانتشار واسع، خاصةً تلك التي توضح طرقًا للتوفير دون المساس بالراحة المنزلية، كتشغيل التكييف باستمرار بدلاً من تشغيله وإيقافه بشكل متكرر، أو استخدام وضع إزالة الرطوبة عوضًا عن التبريد المعتاد.
ولإثبات فعالية هذه الأساليب، بدأ بعض المستخدمين بمشاركة صور لفواتير الكهرباء التي تُظهر تراجعًا ملحوظًا في استهلاك الطاقة مقارنةً بالأشهر السابقة، في محاولة لإقناع الآخرين بتبني السلوكيات نفسها، وتأكيد أن التوفير ليس مجرد نظرية بل واقع يمكن تحقيقه.
الضاغط الخارجي يلعب دورًا حاسمًا في تخفيض الفاتورة
لا يخلو الأمر من التعقيد، إذ تؤكد الأبحاث أن فعالية تشغيل التكييف دون انقطاع أو تشغيله وإيقافه تعتمد بشكل كبير على نوع الوحدة الخارجية، وتحديدًا على آلية عمل الضاغط، فالأجهزة المزودة بتقنية العاكس «Inverter» والتي تعدل سرعة المروحة حسب الحاجة، تُعتبر أكثر كفاءة عند تشغيلها بشكل دائم.
أما إيقافها المتكرر، فقد يؤدي إلى تذبذب كبير في درجات الحرارة داخل المنزل، ما يجبر النظام على استهلاك طاقة أكبر لإعادة التبريد، بحسب صحيفة «كوريا تايمز».
في المقابل، تبدو المكيفات التقليدية أحادية السرعة أكثر كفاءة عند استخدامها بشكل متقطع، أي إيقافها عند عدم الحاجة وإعادة تشغيلها لاحقًا، فهذه الأجهزة تعمل بكامل طاقتها إلى أن تصل إلى درجة الحرارة المطلوبة ثم تتوقف، لتُعيد التشغيل حين ترتفع درجة الحرارة من جديد، ما يجعل فصلها عند غياب المستخدمين حلاً أوفر للطاقة.
من النصائح التي لاقت رواجًا أيضا، استخدام وضع إزالة الرطوبة كبديل لوضع التبريد، بهدف تقليل استهلاك الكهرباء، إلا أن مصنّعي المكيفات يرون أن الفرق بين الوضعين من حيث استهلاك الطاقة ليس كبيرًا كما يُشاع، فالوضع التقليدي يبرد الهواء بسرعة ويثبت درجة الحرارة باستخدام طاقة منخفضة لاحقًا، بينما يركز وضع إزالة الرطوبة على تقليل نسبة الرطوبة داخل الغرفة دون خفض كبير في درجة الحرارة، ما يتطلب تعديلاً مستمرًا في سرعة المروحة وقدرة الضاغط.
ويبقى الخيار بين استخدام التبريد أو إزالة الرطوبة مسألة مرتبطة بظروف الطقس داخل المنزل، إذ يوضح الخبراء أن كفاءة كل وضع تتغير بحسب نسبة الرطوبة في الهواء، ففي الأيام الرطبة قد يكون وضع إزالة الرطوبة أكثر فاعلية وراحة، أما في الأجواء الجافة فربما لا يكون له أي ميزة حقيقية على التبريد.