في تطور يكشف عن حقيقة صادمة، يستعد المنتخب السعودي لمواجهة قد تكون الأصعب في مشواره بكأس العرب، حيث تفصله 90 دقيقة فقط عن حلم المربع الذهبي أو كابوس الخروج المبكر. المدرب الفرنسي هيرفي ريناردد، الذي قاد منتخبات لمحافل كبرى، يواجه اليوم امتحاناً قد يكون أصعب من كأس العالم ذاته – فلسطين ليست خصماً عادياً، والمعنويات العالية التي يحملها الفلسطينيون تجعل المهمة أشبه بالمشي في حقل ألغام.
الأرقام تتحدث بوضوح مؤلم: 3 مباريات متتالية بتشكيلات مختلفة تكشف عن تخبط قد يكون مقصوداً أو علامة على عدم الاستقرار التكتيكي. “المنافسة الحقيقية بدأت في البطولة”، هكذا أعلن ريناردد في مؤتمره الصحفي، لكن نبرة صوته وحذره الواضح يشيان بقلق أكبر مما يظهر. سامي، لاعب المنتخب الذي يحلم بكتابة اسمه في تاريخ الكرة السعودية، يعترف بصراحة مؤلمة: “الضغط هائل، كل الأعين علينا، وفلسطين تلعب بروح المقاتل الذي لا يملك شيئاً ليخسره.”
قد يعجبك أيضا :
التاريخ يحمل ذكريات مريرة للأخضر السعودي مع ركلات الجزاء، تلك اللحظات التي تحولت إلى كوابيس جماعية في أذهان المشجعين. مثل ليلة الدوحة 1993 عندما خسرت السعودية بركلات الجزاء أمام الأرجنتين, هذه المرة قد تتكرر المأساة أمام منتخب يقاتل بدافع أكبر من مجرد الفوز الرياضي. الخبراء يحذرون من أن الاستعداد النفسي لركلات الترجيح لم يعد كافياً، خاصة مع اعتراف ريناردد نفسه بوجود “مشكلة تم تجاوزها” – اعتراف يثير أكثر مما يطمئن.
في الشارع السعودي، توقفت الحياة العامة مؤقتاً، المقاهي والمجالس تتنفس كرة القدم، والقلق يرتسم على ملامح الوجوه رغم محاولات إظهار الثقة. أحمد، المشجع الذي لا يزال يتذكر كابوس ركلات الجزاء في البطولات السابقة، يقول بحسرة: “قلبي لا يتحمل مرة أخرى، لكن هذه هي فرصتنا الذهبية للتتويج العربي.” النتائج المتوقعة لا تحتمل الوسط: إما انتشاء جماعي يغمر المملكة، أو إحباط قد يهز الثقة في المشروع الرياضي برمته. حتى مستقبل ريناردد مع المنتخب بات معلقاً على هذه الـ 90 دقيقة المصيرية.
قد يعجبك أيضا :
الآن، مع اقتراب صافرة البداية، يبقى السؤال الأهم معلقاً في الهواء: هل سيكسر الأخضر لعنة ركلات الجزاء ويحقق حلم المربع الذهبي… أم أن التاريخ سيعيد نفسه مرة أخرى، ويحول الحلم إلى كابوس جديد؟ الإجابة ستكتب خلال ساعات قليلة، في مواجهة لن تكون مجرد مباراة كرة قدم، بل امتحان للإرادة والأعصاب والتاريخ.
