في لحظة تاريخية لن تُمحى من ذاكرة الرياضة السعودية، 90 دقيقة فقط فصلت الأخضر عن حلم عربي ينتظره 35 مليون مواطن. للمرة الأولى منذ إطلاق البطولة، يصل المنتخب السعودي لنصف نهائي كأس العرب بعد انتصار ملحمي على فلسطين بهدفين مقابل هدف، وسط هتافات الجماهير التي اهتزت لها أرجاء استاد لوسيل الأسطوري.
“كفو يا رجال” – بهذه الكلمات البسيطة التي أشعلت تويتر، هنأ الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، أبطال الأخضر عبر منصة إكس. المباراة التي جمعت أكثر من 40 ألف مشجع في قلب الدوحة، شهدت أداءً استثنائياً من أحمد الهداف، الشاب العشريني الذي سجل الهدف الحاسم وأشعل جماهير الاستاد. خالد المدافع، قائد الفريق، قاد زملاءه بحكمة وثبات لا يُضاهى، بينما المدرب الوطني نجح في قراءة المباراة وتغيير مسارها بخططه التكتيكية الذكية.
قد يعجبك أيضا :
هذا الإنجاز يُذكّر بانتصارات الأخضر التاريخية في كأس آسيا، ويأتي ثمرة للتحضير المكثف والدعم الحكومي اللامحدود الذي تلقاه المنتخب. الطريق إلى هذا التأهل لم يكن سهلاً، فقد واجه الفريق تحديات كبيرة في المراحل السابقة، لكن روح الفريق العالية والتطور المستمر للرياضة السعودية في السنوات الأخيرة كانا الدافع الأكبر. الخبراء يرون أن المنتخب السعودي يندفع نحو النهائي كالنسر العربي المُحلّق، وأن الترشيحات قوية للوصول للمباراة الختامية.
في الشوارع السعودية، اجتاحت موجة من الفرح جميع المدن من الرياض إلى جدة، ومن الدمام إلى أبها. عبدالله الغامدي، المشجع المُخلص الذي سافر من الرياض لقطر لتشجيع المنتخب منذ 20 عاماً، لم يتمالك دموع الفرح وهو يشاهد احتفالات اللاعبين وهم يرفعون العلم السعودي. هذا النجاح لا يقتصر على الملاعب فحسب، بل يعكس نهضة رياضية حقيقية تشهدها المملكة، وفرصة ذهبية لجذب المواهب الشابة وتطوير القطاع الرياضي بشكل أوسع.
قد يعجبك أيضا :
الآن، ينتظر الأخضر السعودي الفائز من مواجهة العراق والأردن في مباراة نصف النهائي التي ستحدد مصير حلم الملايين. التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على التركيز وتجنب الغرور، فالفرصة التاريخية باتت أقرب من أي وقت مضى. هل سيكتب الأخضر السعودي التاريخ ويحقق حلم الملايين بالوصول للنهائي؟ الإجابة ستكون في الأيام القادمة، ولكن شيئاً واحداً مؤكد: السعودية باتت على بُعد خطوة واحدة من المجد العربي.
