في تطور يهز أركان عالم الأعمال، حقق راعي أغنام يمني ما لم تحققه حكومات كاملة – بناء إمبراطورية من 92 شركة توظف 35 ألف شخص في 8 دول، محولاً حياة عشرات الآلاف من المستحيل إلى الممكن. الرجل الذي بدأ برعي الأغنام أصبح يملك شركات أكثر من عدد الأغنام في قطيعه الأول، في قصة تعيد تعريف معنى النجاح وتثبت أن الجغرافيا لا تحدد المصير.
من قرية قرض النائية في جبال تعز، حيث لا توجد كهرباء ولا طرق معبدة، خرج طفل في الثالثة عشرة ليؤسس واحدة من أكبر الإمبراطوريات التجارية في تاريخ الشرق الأوسط. هايل سعيد أنعم، الذي عاش 88 سنة في رحلة لا تتوقف، حوّل مفهوم الفقر من عقدة إلى دافع قوي. “الحلم لا يحتاج لشهادات جامعية، يحتاج لإرادة من حديد” – هكذا لخّص فلسفته التي غيّرت مصير أجيال. أحمد المزارع، 28 عاماً، يرعى الأغنام في قرية مجاورة لقرية قرض ويقول بعينين تلمعان: “إذا استطاع هايل سعيد، فأنا أيضاً أستطيع.”
قد يعجبك أيضا :
في زمن كانت فيه اليمن تحت الاستعمار والفقر يعصف بالريف، قرر هذا الطفل الاستثنائي أن يغير قدره عام 1915 عندما غادر قريته متجهاً إلى عدن، ثم إلى فرنسا حيث اكتسب في ميناء مرسيليا خبرات فتحت عينيه على العالم. مثل قصص التجار العرب في طريق الحرير، كرر هايل سعيد ملحمة الانتشار التجاري عبر القارات، لكن هذه المرة بأدوات القرن العشرين. د. محمد الاقتصادي، أستاذ إدارة الأعمال بجامعة صنعاء يؤكد: “نموذج هايل سعيد سيظل مرجعاً في كليات الأعمال لعقود قادمة – الرجل أثبت أن النجاح الحقيقي يبدأ من الإيمان بالذات.”
قد يعجبك أيضا :
اليوم، كل يمني يشرب الشاي أو يأكل البسكويت ربما يستهلك منتجات مجموعة هايل سعيد دون أن يدري، في تأكيد على عمق التأثير الذي أحدثته هذه الإمبراطورية. سارة أنعم، 35 عاماً، حفيدة هايل سعيد التي تدير الآن فرع المجموعة في دبي وتحقق أرباحاً بالمليارات تقول بفخر: “جدي علّمنا أن النجاح ليس في الأرباح فقط، بل في عدد الأرواح التي تُلمس بالخير.” الفرصة متاحة اليوم أكثر من أي وقت مضى بفضل التكنولوجيا، لكن التحدي الحقيقي يبقى في الإرادة والمثابرة. خالد العامل، 55 عاماً، يعمل في المجموعة منذ 30 عاماً يؤكد: “رأيت الرجل يتعامل مع عامل النظافة مثل تعامله مع الوزير – هذا سر نجاحه.”
قد يعجبك أيضا :
من راعي أغنام إلى مالك 92 شركة، من قرية منسية إلى 8 دول، من لا شيء إلى 35 ألف فرصة عمل – هكذا كتب هايل سعيد أنعم اسمه بأحرف من نور في تاريخ ريادة الأعمال العربية. المجموعة تواصل النمو اليوم تحت إدارة الجيل الثالث، والحلم مستمر في التحليق. إذا استطاع راعي أغنام تغيير مصير عشرات الآلاف من البشر، فماذا تستطيع أنت؟ السؤال ليس “هل تستطيع؟” بل “متى ستبدأ؟” – فالوقت يمر وقطار الفرص لا ينتظر أحداً!
