في تطور صادم هز الأوساط الاقتصادية اليمنية، خسر الريال اليمني في 24 ساعة فقط ما يعادل راتب موظف كامل، بينما كسر الريال السعودي حاجز الـ446 ريالاً يمنياً ليصل إلى 446.90، مسجلاً ارتفاعاً صاعقاً بـ4 ريالات في يوم واحد. أصبح كيس الأرز الواحد يكلف ما كان يكفي لشراء سيارة مستعملة قبل الحرب، في مشهد يحاكي كوابيس الانهيار الاقتصادي العالمي.
شهدت أسواق الصرافة في عدن حالة من الفوضى والهلع مع كسر أسعار الصرف لحواجز نفسية مهمة، حيث تجاوز الدولار الأمريكي حاجز الـ190 ألف ريال ليصل إلى 190,828 ريالاً يمنياً. أحمد المقطري، موظف حكومي من عدن، روى مأساته قائلاً: “راتبي الشهري لا يكفي اليوم لشراء كيس أرز واحد، أشعر وكأن حياتي تنهار أمام عيني”. صراخ التجار يملأ أسواق الصرافة، بينما تتغير أسعار اللافتات كل دقيقة في مشهد مأساوي يحبس الأنفاس.
قد يعجبك أيضا :
يأتي هذا الانهيار الحاد كنتيجة مباشرة لتراكم أزمات اقتصادية مدمرة منذ بداية الحرب عام 2014، حيث تسبب انقسام البنك المركزي وتوقف الإنتاج النفطي في نزيف مستمر للعملة المحلية. د. عبدالله النعماني، خبير اقتصادي، حذر قائلاً: “نحن أمام كارثة اقتصادية حقيقية تشبه ما حدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى”. الريال اليمني يسقط مثل حجر في بئر عميقة، محطماً كل التوقعات المتشائمة للخبراء الذين باتوا عاجزين عن التنبؤ بقعر الهاوية.
تواجه العائلات اليمنية اليوم كابوساً حقيقياً في الحصول على الطعام، حيث تحولت أسواق عدن إلى مشاهد من الرعب مع طوابير طويلة من المواطنين اليائسين. فاطمة عبدالله، أم لخمسة أطفال، تحكي وهي تكافح الدموع: “أطفالي يسألونني عن الطعام وأنا لا أملك إجابة”. يتوقع الخبراء هجرة جماعية نحو المدن واضطرابات اجتماعية قد تعصف بما تبقى من الاستقرار، بينما يحذر محللون من احتمالية انهيار كامل للنظام المصرفي خلال الأسابيع القادمة.
قد يعجبك أيضا :
مع استمرار الصمت الحكومي والدولي المطبق، تبقى التساؤلات المؤلمة معلقة في الهواء: هل سينتظر العالم حتى يصل الريال اليمني إلى المليون مقابل الدولار؟ الوقت ينفد، والمأساة الإنسانية تتفاقم كل لحظة، في حين يواجه 30 مليون يمني شبح المجاعة الزاحفة نحو بيوتهم بلا رحمة.
