في مشهد صادم هز الشارع المصري، 65 عاماً من العمر، سنوات من الخدمة المخلصة، وثوانٍ معدودة كافية لتدمير كرامة إنسان. فيديو مؤلم انتشر كالنار في الهشيم يوثق لحظة إذلال الفنان محمد صبحي لسائقه المسن، مخلفاً غضباً شعبياً عارماً وصدمة من حجم الإهانة العلنية. الآن وقبل أن تُنسى القضية، كسر نجل السائق صمته ليفضح تفاصيل مؤلمة تكشف حقيقة ما حدث.
محمد سليمان، الابن الغيور الذي شاهد كرامة والده تُهدر أمام الملايين، روى تفاصيل المأساة عبر منشور مؤثر على فيسبوك: “أبويا غلط اه، بس اللي حصل ده عيب جداً ولقيت ناس عمالة تقول السواق مهمل”. الرجل المسن الذي يبلغ من العمر 65 عاماً وجد نفسه يركض خلف سيارته في مشهد مهين، بينما الفنان يقود بعيداً عنه دون أدنى اعتبار لعمره أو لسنوات خدمته الطويلة. منى الشاهد، جارة العائلة، تحكي بحزن: “كنت أرى الوالد يخرج للعمل كل يوم بكرامة، واليوم عاد محطماً”.
قد يعجبك أيضا :
خلف هذا المشهد المؤلم قصة أعمق تكشف عن ثقافة التعالي المتجذرة عند بعض المشاهير تجاه الطبقة العاملة. ما حدث لم يكن مجرد لحظة غضب عابرة، بل انعكاس لأزمة أخلاقية عميقة في المجتمع، كما يؤكد د. أحمد المنشاوي، أستاذ علم النفس الاجتماعي: “هذا السلوك يعكس استخفافاً صارخاً بكرامة الإنسان”. الأمر الأكثر إيلاماً أن السبب كان مجرد تأخير بسيط لدقائق تحول إلى كارثة إنسانية، في مقارنة تذكرنا بمعاملة السادة للعبيد في العصور المظلمة.
التأثير لم يقتصر على الضحية وعائلته فحسب، بل امتد ليشمل آلاف العاملين مع المشاهير الذين باتوا يعيشون في قلق من التعرض لمعاملة مماثلة. نجل السائق أكد أن والده “ملتزم بعمله منذ سنوات ومن غير المقبول أن يُهان بهذه الطريقة”، مشيراً إلى أن الهدف من كشف الحقيقة هو إعادة الحق لوالده وتصحيح الصورة أمام الجمهور. الفيديو الذي حقق ملايين المشاهدات أثار موجة عارمة من التعاطف مع العائلة، ومطالبات واسعة بوضع قوانين أقوى لحماية العمال من سوء المعاملة.
قد يعجبك أيضا :
في ظل هذه الأزمة، تبرز فرصة ذهبية لتغيير ثقافة التعامل مع العمال وترسيخ قيم الاحترام والكرامة الإنسانية. القضية تضع الجمهور أمام سؤال محوري: إلى متى سنصمت على إهانة كرامة الإنسان؟ الكرامة خط أحمر لا يجب تجاوزه مهما كانت المكانة الاجتماعية، والوقت قد حان لنقول كلمة الحق دفاعاً عن المظلومين والمهمشين.