في تطور مفاجئ أنهى معاناة استمرت أشهراً، أعلنت الدائرة المالية والإدارية للقوات المسلحة والأمن الانتقالي بدء صرف مرتبات شهر سبتمبر للشهداء والجرحى، فيما ستحصل الدفعتان الثالثة والرابعة على مفاجأة استثنائية: ثلاثة رواتب دفعة واحدة. عشرات الآلاف من الأسر التي عاشت على الأمل وحده ستتنفس الصعداء أخيراً، في يوم سيُحفر في ذاكرة المحافظات الجنوبية.
“شاهدت زوجتي تبكي فرحاً عندما سمعت الخبر”، يحكي سعد العولقي، جريح حرب معاق من الدفعة الثالثة، والذي عاش على المساعدات الخيرية خلال فترة انقطاع راتبه. الإعلان الرسمي الذي نُشر عبر الصفحة الرسمية للدائرة جاء كـقطرة إغاثة في صحراء الانتظار، حيث ستتم عملية الاستلام عبر بنك البسيري ووكلائه باستخدام الأرقام البنكية. أم محمد الزهراني، أرملة شهيد تنتظر راتب زوجها منذ 4 أشهر لإطعام أطفالها الخمسة، تقول بصوت مرتجف: “أخيراً سنأكل وجبة كاملة”.
قد يعجبك أيضا :
هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل جاء بعد أزمة اقتصادية طاحنة ضربت اليمن وأثرت على أكثر الفئات حاجة للدعم. تصاعد المطالبات الشعبية بانتظام الصرف وصل لذروته في الأسابيع الأخيرة، حيث نظمت عائلات الشهداء وقفات احتجاجية سلمية أمام مقار الدوائر الحكومية. د. سالم الحضرمي، خبير اقتصادي، يرى أن “هذا القرار سينعش السوق المحلي بشكل فوري، خاصة مع حصول الدفعتين الأخيرتين على ثلاثة أضعاف المبلغ المعتاد“.
الآن، مع بدء التطبيق الفعلي، ستشهد شوارع المحافظات الجنوبية مشاهد لم تُر منذ أشهر: طوابير أمام البنوك، وجوه مُشرقة بالأمل، أطفال يرافقون أمهاتهم أرامل الشهداء وهن يتجهن لاستلام حقوقهن المؤجلة. التأثير سيتجاوز الجانب المالي ليصل للمعنويات، حيث يؤكد العقيد أحمد الجعيدي، مسؤول في الدائرة المالية: “نعمل ليل نهار لضمان وصول كل ريال لمستحقيه”. السوق المحلي يستعد لـموجة شراء ستشمل الاحتياجات المؤجلة والمواد الأساسية التي حُرمت منها الأسر لشهور.
قد يعجبك أيضا :
هذه الخطوة الإيجابية تُثير تساؤلاً جوهرياً: هل نشهد بداية عهد جديد من الانتظام في صرف المستحقات، أم أن هذا مجرد هدنة مؤقتة في معركة البقاء التي تخوضها آلاف الأسر؟ على المستفيدين متابعة الإعلانات الرسمية والتوجه فوراً لبنك البسيري، فـاللحظة التاريخية حانت أخيراً.
