في تطور صادم هز الأوساط المصرفية العربية، أعلن صندوق النقد الدولي بشكل مفاجئ تأجيل اجتماع مجلس إدارته المخصص لمناقشة مشاورات المادة الرابعة الخاصة باليمن إلى أجل غير مسمى، في قرار قد يدمر 100% من التحويلات المالية لليمن خلال أيام قليلة. شخصيات مصرفية كبيرة محلية وعربية تحذر من خطورة القرار الذي يستهدف مكانة ومشروعية البنك المركزي اليمني في عدن، مع توقعات بانهيار اقتصادي شامل قد يطال ملايين اليمنيين.
وفقاً لمصادر مصرفية مطلعة، فإن البنك الدولي يسعى لتصنيف عدن كمنطقة خارج سيطرة الشرعية، مما يمنع بقاء مرفق ذو طابع سيادي كالبنك المركزي في هذه المناطق. د. فيصل العتيبي، الخبير الاقتصادي السعودي، يؤكد: “هذا القرار خطير جداً على مكانة ومشروعية البنك المركزي، وقد يؤدي لنقله خارج اليمن تماماً كما اقترحت الولايات المتحدة وبريطانيا سابقاً”. هذا السيناريو يُذكر بما حدث للبنك المركزي عندما نُقل من صنعاء إلى عدن بعد سيطرة مليشيا الحوثي، لكن الوضع الآن أكثر خطورة بمراحل.
قد يعجبك أيضا :
التداعيات الاقتصادية للقرار ستكون كارثية، حيث سيؤدي عملياً إلى إغلاق نظام السويفت ووقف جميع التحويلات المالية من وإلى اليمن. د. منيرة القحطاني، أستاذة الاقتصاد، تحذر: “حتى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لن تستطيع تقديم أي دعم مالي كالمرتبات بصورة قانونية ورسمية حينها”. المفارقة أن صنعاء تحت سيطرة الحوثيين تستمر في تلقي التحويلات لأن البنوك التجارية تستمد مشروعيتها من البنك المركزي في عدن، فماذا لو اختفت هذه المشروعية؟
في الميدان، يروي سالم التاجر، مستورد يمني، قصة مؤلمة: “تجارتي التي بنيتها على مدى 20 عاماً ستتوقف بالكامل مع إغلاق السويفت، لن أستطيع استيراد حتى أبسط السلع”. أحمد المصرفي، موظف بنك في عدن، يضيف بقلق: “نحن نعيش في حالة ترقب مرعبة، لا نعرف مصيرنا المهني وحتى مصير عائلاتنا”. حتى لجنة تنظيم الواردات ستفقد مرونتها وسرعتها في البت بطلبات الاستيراد، مما يعني توقف عجلة الاقتصاد بالكامل كقطع الشريان الرئيسي عن الجسد.
قد يعجبك أيضا :
الوضع الحالي يتطلب تدابير احترازية فورية ومخاطبة عاجلة للبنك الدولي من قبل الدول العربية الشقيقة قبل أن يصبح الأمر واقعاً لا رجعة فيه. المستقبل القريب يحمل سيناريوهات مظلمة: إما تدخل عربي سريع لإنقاذ الوضع، أو انهيار اقتصادي شامل قد يدفع بملايين اليمنيين إلى مجاعة حقيقية. هل سيقف العالم العربي مكتوف الأيدي أم سيتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان؟
